الأربعاء، 12 فبراير 2014

أغرق ..!














أنا لا أجيد السباحة ..
أتخبط بين أمواج الحياة صارخة محاولة أن أتمسك بيد العون التي تمد إلي ، أحاول الغناء حتى تهدأ تلك الأمواج ، بالرغم من أنني لا أجيد الغناء ولا أملك صوتاً جميلاً ، ولا أحفظ من الأغاني الكثير ، ودائماً ما أجد نفسي في وسط البحر عاجزة عن الوصول إلى اليابسة ، وكل ذلك بسبب أنني ركبت قارباً صغيراً جداً تافهاً أوصلني إلى هناك .

أنا لست حزينة ، ولا أحب الحزن ، ولا أقترب من الحزينين أبداً ، أنا مجرد شجرة قصت أغصانها اليابسة ، وراحت تسقي نفسها من جديد بأسى ، أعلم بأن في داخلي ثماراً تنتظر شمساً لتزهر وتنبت وتينع ، أعلم بأنني شجرة جذورها عميقة ،  أصلها طيب وفرعها في السماء ، تحتاج إلى الوقت فقط .

أعترف ، بأنني لا أجيد الصبر والانتظار ، وأعلم بأن في داخلي ناراً ، وأطراف أصابعي دافئة في كل فصول السنة ، وبأنني أثور في ثانية ، وأهدأ في أخرى ، لا أجيد الوقوف في وجه عاصفة الذكريات وأسقط سريعاً ، أحمل فوق رأسي جرساً يدق دائماً ، أنا قرية ريفية ، داخل مدينة صخبة  ، يحفها ضجيجها ولكن لا يعكر صفو سكاني .

بالرغم من أنني لا أجيد السباحة ، إلا أنني أجيد الركض جيداً في مضامير الحياة ، أواكب الزمن وأجري لاحقة بمستقبلي ، أرسم على جدران الزمان رسوماً ستذكر من سيأتي بعدي ، خرائط وقصائد ، أسهم وإشارات . ألون الحياة ولا أحبها داكنة أو مفرغة ، وأحمل ألواناً كثيرة ، بعض منه صنعته ، والبعض الآخر استعرته ، أدور مع الكرة الأرضية ولا أنكر ولا استنكر ، في داخلي طفلة صغيرة ، لا زالت تستلقي فوق العشب الرطب ، باحثة عن رسوم السحب ، تضحك لصغائر الأشياء ، وتبكي لذلك أيضاً . تجيد الرقص بخفة على موسيقى الحياة . أنا عقل امرأه ، وقلب صبيه .


أنا الفتاة – ربما الوحيدة – التي تبدأ كتاباتها لشيء وتنهيه لشيء آخر . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق