السبت، 25 فبراير 2012

فكرهتموه














نجلس مترآصين حول بعضنا البعض ، نسمي ونبدأ بنهش لحم أحدهم . والأبرع هو من يحصل على الحصص الأكبر . تجده قضم من رجل أخيه تآرة ، ويده تآرة أخرى ، يقتلع عينآه ، ويقطع أذنآه ، وتنتهي هذه الحرب بدمآء الأثم على افوآهنآ .
نرجع إلى أوكآرنآ نحمل رآئحة نتنه قد تلطخت بها صحآئفنآ وننسى أن الله قد أعطى كل نفس حق في الصفح والمسآمحة ، وأن الإنسآن سيضل يوزع حسناته هنآ وهنآك حتى تطرح عليه من سيئاتهم . 
تخيل لو أنك تحمل كيساً في صبآح كل يوم تجمع في كل مآ يخطر على قلب بشر ، تتعب وتشقى وتخلص في اقتناء الأشيآء ، وفي نهآية اليوم ، توزعهآ على من تعرفه ومن لم تعرف ، ومن ثم تجمع زبآئلهم وتعود للبيت صفر اليدين ، برضى منك ودون علمهم . في النهآية ستجد أنك تعيش في مزبلة حيآتيه ، لآ أحد يرغب بالجلوس معك ، ولآ تبآدل حديثه مع حديثك .  
فقط ضع أعرآض النآس فوق رف لآ تصل إليه ، اغفل عنها وتغآفل ، وتذكر أن الله قد خلق فيك عيوباً كم قد خلق فيهم ، فكر أن نفس الأشياء التي تعتبرها ثمينة وسرية ولآ يجب أن يطلع عليهآ أحد هي ذآت الأشيآء التي تتلصصها عينيك وينقلهآ لسآنك. ولآ تنسى أن المسلم من سلم المسلمون من لسآنه ويده .

الجمعة، 24 فبراير 2012

توخى الحذر !






هل جربت شعور آن يعلق آحدهم في رقبتك قوس محدد ، يصعب عليك الحديث والدفاع عن نفسك ، ويصعب عليك التحرك خوفاً من أن ينغرس إلى أخر رقبة محدث ثقباً يذكرك بذلك القوس دائماً . يجعلك ترغب بسحب كمية هآئلة من الأكسجين لتجدهآ تدخل من تلك الفتحة فتسمعك صريراً مؤذياً يصم الأذآن ، فتكتمه دآخلك حتى لآ يسمع ذلك الصرير مرة أخرى . تخشى أن تتكلم فيظهر طرف القوس مآداً لسآنه مانعاً الحروف من أن تخرج للعلن . فيشعر الجميع بحجم الغصة التي ابتلعتها . تخآف أن تحرك عينيك فيشعر الجميع بحجم المآء الذي غصت بهمآ وقد تتككر الكرة وتجده يدخل الآلة في حلقك ومن ثم يسحبهآ ليدخلهآ مرة آخرى . والويل لك إذآ كآن يفعل ذلك متعمداً . لأن الجروح وقتهآ تصبح آكبر . وتجد آنه قد نثر على قوسه حبيبآت ملح صغير . 
هؤلاء هم النآس عندمآ يتحدثون ، وآن آختلفوآ في آختيآر كلمآتهم آحيآناً، فلا نجد لهآ حلاً ولآ وسيلة ، نخرج من كل جلسة بغرز جديدة وبحنآجر مفتوحة وأروآحنآ لآتزآل تحوم حولهم تود لو أن تقتص منهم ، من الطبيعي آن تمثل دور الغبي في كل مره ، وتحآول أن لآ تشعره بأن حلقك مفتوح . 
ولكن في الحقيقة من خلآل تجاربي بأقواس البشر وجدت أن أكثر الطرق طبيعية وأكثرهآ  جمالاً آن تركله ليدخل قوسه في حلقه ، فتقلب السحر على الساحر ، ويصبح كل شخص يثقبب نفسه بنفسه ، لئلا يكون على النآس للنآس حجه .

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

For someone








في صبيحة يوم ، استيقظت لأجدك قد جمعت حاجياتك في حقائب مستعارة ، وتضع ذات المساحيق التي كانت على وجهك يوم قابلتك . ابتسمت لي ابتسامة باردة وقبلت جبيني ، وذهبت وأنت تخبرني بأنك لي وأنك سوف تعود . جلست على كرسي خشبي أمام النافذة أنتظرك وأنتظر عودتك وطال إنتظاري ، أرك كل صبيحة يوم تمر من شارع حينا ، أحيناً ترفع عينيك نحوي وتبتسم ، وأحياناً تكتفي بتلويح من يدك الصغيرة ، والغالب أنك تمر ناسياً أو متناسياً وجودي .
لا أخفيك ، في بداية الأمر كان الموضوع صعباً علي ، ولم أتحمله ، كنت في كل مرة أراك فيها مع أحدهم تضحك وتقهقه ، أغرز أصابعي في الكرسي ، لعل ألمها يتغلب على ألم قلبي ، لأنني أدرك وقتها أن كل الأعذار التي اختقلتها لك مجرد جسر أعوج أحاول خلقه لأصل إليك . كانت رائحتك التي لا تزال متشبثة بجدران الغرفة تصيبني بالإختناق ، والزوايا خلقت عندي داء الخوف من الأماكن الضيقة ، أشعر بأنك تركن فيها وتقترب مني ، فتيضق علي الغرفة بزواياها .
كنت أحسب أن لا أحد يبالي ولا أحد يهتم ، أو في الحقيقة لآ أحد يعلم . نسيت أن الأجمل لم يأتي حتى الآن ، وسعادتي ليست مرتبطة بك إطلاقاً ، وإن كنت لا تحب الجلوس في مكان واحد ، وتفضل الإنتقال من مكان لآخر ، فأريد أن أخبرك أنني وجدت من يريد العيش معي للأبد ، بدأت بسحب نفسي من تلك النآفذة تدريجياً ، حتى أصبحت لا أهتم لك إطلاقاً ، سواء أعبرت أم لم تعبر .
في النهاية ، المغزى من حديثي هذا ، لا تغضب عندما أخبرك بأنك وصلت متأخراً ، أو أخبرك بأن أحدهم قد استطاع أن يحل مكانك ، لأنك كنت عابر سبيل ، علمتني درساً وطبقته عليك .




·  آمل آنك تستطيع قراءة نفسك بين السطور ، لأنك لو لم تعرف أنني قد رسمتك بين الكلمات ، فإن سنواتي التي عشتها معاك قد حُرقت وباتلعت رمادها وغصصت به !

الأحد، 12 فبراير 2012

حوآء ، ضلع أعوج !








أمسكت بياقة قميصه وسحبته نحايتي حتى أستطيع أن أوازي قامته الطويلة بقامتـي وقلت
: معظم الأحدآث التي نوآجههآ لآ تكون بتلك الأهمية ، فقط تحتل مكآن في قلبك ، وتجعل منك رجل أذكى في المرة القآدمة .
دفعت به بعيداً كي أبعد عن أنفي رآئحة أنفآسه الممزوجة بدخآن السجآئر . وهممت بالإنسحاب من المكآن . لكن أحسست بأن عينيه بدأتا بعرض مسرحية الإنكسآر والضعف ، وأن فمه قد أصبح رهيناً للجآذبية الأرضية متقوساً نحو الأسفل . لم أصدق حينها أنه هو بعظمته وكبريائه سيبكي من أجلي . أزاح تلك الأقنعة المزيفة عن وجهه ، ومد إلي يد الإنتظآر طالباً مني أن أصفح عنه . إنكسر قلبي حينها لم أكن أعتقد في صباح يومي هذا حينما قررت أن أقطع علاقتي بك أنني سوف أرى رجلاً أخر غير الذي عرفته . رجل آظهر آنه مجرد طفل صغير يخشى على نفسه الضياع في متآهآت مدينة ألعآب كبيرة ، بالرغم من أنه يعرف أنه يوجد فيهآ مبتغآه إﻵ أنه يفضل اﻹلتصآق بوآلدته فوق ذلك . كآنت قدمآي وقتهآ قد تخآلفتآ في اﻹتجآه ، اليمنى كآنت نآحيته ، واليسرى نآحية الحيآة اﻷخرى ، بدآية قصة جديدة . آحسست آنني متذبذبه بين هذه وتلك . وﻵ آستطيع تحديد مصيري ، ويبدو آنه آستفآد من هكذآ نقطة بعد أن رأيت خطاً ﻵمعاً يرتسم على خده ويكلمني بصوت بالكاد سمعته
: لا تذهبي ، حيآتي مقترنة بك ، إن رحلت سأتلاشى .
في الحقيقة ، عندما رأيته ضعيفاً منكسراًَ متذللاً جعل شعور الإنتصار لذيذاً ، لا أستطيع أن أشبع منه ، وفي نفس الوقت وجدت أن مشآعر حوآء الغبية بدأت تسيطر علي وتجبرني على الصيام . أحسسته صآدقاً فيما يقول ، اليوم فقط تجرد من رجولته وبكى ، و وقف أمآمي أدمياً عآرياً يتمنى من أحدهم أن يلفه بيديه .
لذا تبعت رجلي اليمنى وأكملت

الخميس، 2 فبراير 2012

هل جربت أن تصبح مهرجاً ؟!



















في سيرك التعليم ..


يجبرونك على صعود سلماً طويل ، لأ ترى نهايته ، لكنهم يخبرونك بأنك ستجد حلمك هناك .تصعد السلم بثقة كبيرة في البدآية ، وما إن ينتصف الطريق حتى تبدأ الأمور تصعب ، والمسآفة تطول .قد تصادف بعض الحشرات التي لا تلبث أن تقع عليك ملوثة جسمك بقذرتها . و من المستحيل أن تنسى شكل تلك الحشرات وكيفية انقضاضها عليك .وقد تجد أن بعض أجزاء السلم متكسرة . مما يبقيك ليلاً نهاراً تفكر في في كيفية الوصول إلى الأعلى من دون الحصول على خدش ، أو كسر ، أو حتى السقوط. والسقوط في هذا المكان قد يسبب لك إنتكاسة نفسية ، لأن الجماهير ستنقسم إلى جزئين. جزء يسخر،وجزء يشفق .
فأما الأول ، فتجد أنك في كل مرة ترفع فيها عينك نحوه يطلق ضحكة مدوية ، ويذكر الجميع بكيفية سقوطك .وأما الجزء الثآني ، فتجد أنهم من كثر إشفقاهم عليك يتحاشونك . وفي كل مرة يذكرهم السآخر بك يلتفتون وكأنهم لا يعلمون .
لنأمل أنك لك تسقط ، وأكملت مسيرتك السلّمية بنجاح وتفوق . وصلت إلى القمة التي لم تكون سوى خشبة متكسرة وضع عليها بعض الأقمشة ، وأمامك من ثلاثة إلى أربعة حبال .تختلف هذه الحبال في شدتها وقوتها ، وليس مسموحاً لك أن تختار ، فبحسب نجاح وصولك إلى القمة سليماً تستطيع إختيار الأقوى .وبالنجاح هنا ليس بالتحديد أن تكون نجاحك أنت ، ربما تجد أن رواد ذلك السيرك يستعينون بمهرجين آخرين لهم خبرة في هذا السيرك فيصلون قبلك .وأنت كالأبله ، تقف وتنظر لهم ، والسبب تافه وبسيط ، ليس لديك معارف في السيرك ، وإنما معآرفك في سيرك أخر ، كالسيرك الصحي مثلاً
نعود للحديث عن القمة ، قبل أن يختاروآ لك الحبل الذي سوف تسير عليه .يحملونك فوق أكتافك حمل الوظيفة الثقيل ، ثم يدفعوا بك فوق ذلك الحبل ، وفي كل دقيقة يرمون عليك بعض من متاعهم .فتسبب لك عثرة وقلة توازن فوق ذلك الحبل . مرة بعض المواد التي لم تجتزها ، ومرة أخرى معدل منخفض .و في كل مرة تحاول فيها العودة إلى توازنك ، يعودون لـ الرمي مرة أخرى ، ووللجمآهير نصيب أكبر من ذلك الرمي . وعندما تقترب أخيراً من النهاية التي تشابه البداية في شكلها ، تجد أن الحمل الذي فوق كتفيك يزداد ، لدرجة أن ظهرك يتقوس معه . وتتمنى أن الله يعجل بوصولك إلى هناك ، قبل أن يهلكك الذي فوق ظهرك . 
ولنفترض أنك وصلت قبل أن تهلك .فتجد هدية مغلفة ، ترقص فرحاً من أجلها ، وتنسيك جميع مآ خلفته كل تلك المراحل .تفتحها ، لتجد أنها مجرد بروآز لتعلق شهادتك عليه .ولآ أدري إن كآن هنآلك طريق رجعة أم لآ ..!