الثلاثاء، 21 فبراير 2012

For someone








في صبيحة يوم ، استيقظت لأجدك قد جمعت حاجياتك في حقائب مستعارة ، وتضع ذات المساحيق التي كانت على وجهك يوم قابلتك . ابتسمت لي ابتسامة باردة وقبلت جبيني ، وذهبت وأنت تخبرني بأنك لي وأنك سوف تعود . جلست على كرسي خشبي أمام النافذة أنتظرك وأنتظر عودتك وطال إنتظاري ، أرك كل صبيحة يوم تمر من شارع حينا ، أحيناً ترفع عينيك نحوي وتبتسم ، وأحياناً تكتفي بتلويح من يدك الصغيرة ، والغالب أنك تمر ناسياً أو متناسياً وجودي .
لا أخفيك ، في بداية الأمر كان الموضوع صعباً علي ، ولم أتحمله ، كنت في كل مرة أراك فيها مع أحدهم تضحك وتقهقه ، أغرز أصابعي في الكرسي ، لعل ألمها يتغلب على ألم قلبي ، لأنني أدرك وقتها أن كل الأعذار التي اختقلتها لك مجرد جسر أعوج أحاول خلقه لأصل إليك . كانت رائحتك التي لا تزال متشبثة بجدران الغرفة تصيبني بالإختناق ، والزوايا خلقت عندي داء الخوف من الأماكن الضيقة ، أشعر بأنك تركن فيها وتقترب مني ، فتيضق علي الغرفة بزواياها .
كنت أحسب أن لا أحد يبالي ولا أحد يهتم ، أو في الحقيقة لآ أحد يعلم . نسيت أن الأجمل لم يأتي حتى الآن ، وسعادتي ليست مرتبطة بك إطلاقاً ، وإن كنت لا تحب الجلوس في مكان واحد ، وتفضل الإنتقال من مكان لآخر ، فأريد أن أخبرك أنني وجدت من يريد العيش معي للأبد ، بدأت بسحب نفسي من تلك النآفذة تدريجياً ، حتى أصبحت لا أهتم لك إطلاقاً ، سواء أعبرت أم لم تعبر .
في النهاية ، المغزى من حديثي هذا ، لا تغضب عندما أخبرك بأنك وصلت متأخراً ، أو أخبرك بأن أحدهم قد استطاع أن يحل مكانك ، لأنك كنت عابر سبيل ، علمتني درساً وطبقته عليك .




·  آمل آنك تستطيع قراءة نفسك بين السطور ، لأنك لو لم تعرف أنني قد رسمتك بين الكلمات ، فإن سنواتي التي عشتها معاك قد حُرقت وباتلعت رمادها وغصصت به !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق