الأربعاء، 31 أغسطس 2016

أنا عادية






لازلت في نفس تلك الغابة التي تركتني فيها آخر مرة.

يظن الناس بأنك قد أحسنت إلي حينما ذهبت بي إلى هذا المكان، الجميع يعتقد أنني أعيش فيها كحلم أبيض، يخيل لهم أنني أرقص مع الأقزام السبعة كما في قصص الأساطير. لكنك تعلم بأنني لست بياض الثلج، ولا أملك فستان جميلًا، ولا أنتظر فارسًا ينقذني من التفاحة المسمومة. لا يوجد في الحياة أساطير ولا أميرات ولا أقزام. وحتى تلك الغابة التي يتحدث عنها الناس لا أستطيع الوصول إليها. أعيش هنا في منتصفها محاطة بأسوار لا أقترب من شيء ولا شيء يقترب مني، ولا أستطيع أن أهز إلي بجذع النخلة، قطوفها نائية، لا حول لي فيها ولا قوة. ما الذي تحاول الوصول إله من خلال لعبتك الخبيثة هذه؟ وضعتني في النعيم وحرمتني منه! بترت ذراعي فلا جدوى لي من مد يد العون لنفسي! ظلمتني وكسرتني ورميت بالذنب علي. تستر نفسك بملامتي.

يا لخبثك! لمَ لم أفكر بحيلتك من قبل؟ لمً انتظرت أن تحل علي العاقبة من السماء! كيف استطعت أن تجمل نفسك بتعاستي؟ ما الذي فعلته من قبل لأحصل على حياة غريبة مغلفة بهذه الطريقة؟ ما هو الاثم العظيم الذي اقترفته سابقًا؟ هل أنا مغفلة حين كنت أنظر إلى نفسي بأنني فتاة عادية جدًا؟ المشكلة أنني أنظر إلى نفسي بهذا المنظر حتى الآن! لست سوى فتاة عادية إذا أحبت شاركتها حواسها، وإذا كرهت واستها عينها، وإذا ضاق صدرها أهدت شخص يحبه قلبها، تحاول أن تذكر التفاصيل فتفشل، ترغب دائمًا بأن تكون أفضل، وتنسى في صبيحة يوم جديد ما أبكاها البارحة. هل يا ترى هذه أسباب كافية، أو ذنوب غير مغفورة حتى تضعني في قصص الأميرات وتفقدني سحري وتجردني من مملكتي؟!

دائمًا هناك أسئلة معلقة