الجمعة، 6 أبريل 2012

وفي عنق الحسناء يستحسن العقد














لأني أعلم أنه ليست كبقية النساء ، وأنها ستبقى كذلك أذهلني ذلك العقد الذي كان لسانه حاله يقول وأنا أنظر له من خلف زجاج مالكه ( أنا لها ) لم أستطع رفع عيني الصغيرتين عنه . دخلت كالمسحور إلى المحل واشتريته وخرجت وكأنما قد حصلت على حريتي للتو .
تسابقت خطاي في الذهاب إلى البيت ، كنت أريد أن أرى ردة فعلها ، كيف ستتأنق ملامح الفرح على وجهها ، وكيف ستتسابق شفتيها في الميلان الرائع الذي يدوخني .
دخلت البيت أحاول أن أحدد مكانها ، وأسترق النظر إلى كل جزء فيه ، وقد أخفيت العلبة خلف ظهري ، كنت اشعر أن الحب يلعب معي لعبة الاختفاء ، بدآ لي مبتسماً وهو يخفيها في آخر البيت . ناديتها حتى أستطيع تحديد مكانها ، وإذا بصوتها قادماً من المطبخ .
أسرعت بالخطى ودلفت إلى هناك  ، كانت تقف ببلاهة تنظر إلي ، شكلها كان يحوي بأنها قد خاضت معركة كبيرة داخل المطبخ .
مال فمي قليلاً وقلت بسخرية : من استسلم اليوم ورفع الراية البيضاء أنتي أم المطبخ ؟
زمت شفتيها بدلال ورفعت حاجبها قائلة : تعلم أن الإستسلام ليس من صفاتي .
ودارت بنعومة لتكمل حربها .
تقدمت ناحيتها ببطئ شديد ، كنت لآ أريد للحظة ترقبي أن تنتهي ، كنت أريد أن أجمد لحظة فرحتها ولحظة سعادتي قليلاً .
مددت يدي أمآم وجهها محاولاً أن أشتت انتبهها عما تفعله . وبالفعل استطعت . توقفت عما كنت تفعله وبقيت لدقائق مشدوهة بدليل أنها لم تلتفت ناحيتي حتى الآن .
ملت ناحيتها وهمست في إذنها : الآ تريدين فتحها ؟!
رجف بدنها بعفوية جراء أنفاسي الذي دخلت في اذنها ، واستسلمت والتفت ناحيتي وطوقتني بذراعيها الصغيرتين .
ضحكت وحثثتها على فتحها قبل أن تعانقني ، لتقفز سريعاً ناحية العلبة .
كانت عينيها تتلامعان مع العقد ، لكنني حتى الآن لآ أدري من الذي أثر بلمعته على الآخر .
وضعته على عنقها وبدأت تدور بدلال ، كانت فرحتها تماماً كما تخيلتها وأكثر بقليل .
تسألني في كل لحظة عن رأيي فيه عندما عانق عنقها . تمسكه وترفعه ناحيتها وتقول لي الكلمات ذاتهآ في كل مره
: أليس جميلاً ، أعلم أنك انبهرت بجماله عندما ابتعته لي .
فأرد عليها
: الأشياء الجميلة المناسبة لنا يضعها الله في طريقنا ، يجعلنا نتبعها بجنون ، تجذبنا بحماقة ، لا نعلم ما الشيء المميز فيها لكننا نعلم أنها خلقت لنا ، نشعر أننا انتظرنا لسنوات عدة من أجلها ، وأن لا شيء في الحياة يناسبنا أكثر منها ، تماماَ كما وضعك الله في طريقي .



( رسآلة فآرغة )







حبيبتي .. !
واسمحي لي بأن أنآديك بذلك ، وبعد أن تقرأي رسآلتي أنصحك بان ترمي بهآ بعيداً تمآماً كمآ رميتي بي بعد أن تزوجتي .
أفقت اليوم صباحاً على صدى نغمة هاتفي النقآل ، يخبرني فيه أنه يحمل رسآلة جديدة لي . سحبته بتثاقل وكأنني ألومه على إيقاظي . لأجد الرسالة تحمل اسمك في هامتها . 
مالذي يجعلك تحتفظين برقمي كل هذه المدة ؟! ومن طريقة حديثك بدا لي أنك قد أرسلتها لي بالخطأ ، لكن هل ما ظننته صحيحاً ؟! أم أنك قد علمت مسبقاً بأنني شفيت من الموت قليلاً فعدتي لتقتليني مرة أخرى ؟! 
في كلتا الحالتين لا أخفيك أنني أصبت بسعادة حمقاء سرعان ما تحولت إلى بكاء أخرق ، شعرت بأنك عدت لتزيدي علي من ألم مخاضك الذي تركته فيّ ، تساعديني على أن أقذف قصتنا الصغيرة التي ماتت قبل أن نلدها وتركتها لي أحملها على عاتقي تسعة أشهر ، وصباح اليوم نفخت فيها الروح من جديد ونزغه شيطانك نزغة لآزآل يبكي من أثرها . أطلب منك الآن أن تتكفلي بالتربية والإرضاع ، فلقد بقي كاتماً على صدري لمدة طويلة ، ولا مآنع لدي إن كنت لآ ترغبين بذلك خشية أن يخلتط بقصتك الكبيرة مع زوجك ويصبحان أعداء بحجه أنهم أخوة من الأم فقط . وارمي به أمام مساجد العاشقين 


أتذكرين تلك الليلة التي جلست فيها يوماً كاملاً أحآدثك لأن بيتكم كان قد استفرد بك يضمك وحيدة ، أذكر أنك أخبرتني بمخاوفك من الحب كنت تقولين بأن الإنتظار في الحب مؤذي جداً ، تجد أن أحد أطراف الحب بعد أن يطلب منك أن تنتظره يصيبه زهايمر عجيب . كنت تحاولين بصوت باكي إيصال الفكرة لي دون أن تجرحيني أو تخبريني بمخاوفك من ترك يدي لك . لكن يبدو أن بكاءك تلك الليلة كان سبب لشفقتك علي ، ولعلمك أن الزهايمر سيصيبك أنتي وسيرمي بذآكرتك فوق ذاكرتي ، فأصبحت أموت فاليوم مرتين ، مرة لي وأخرى لك . 


في نهاية رسآلتي ، لن أقسم لك بنسيآنك للأبد ، لأن الجروح العميقة لآ نستطيع إزاله أثرها ، ولن أخبرك بأن حيآتي ستصبح أجمل ، لأن شجرة الزقوم طلعهآ كرؤوس الشيآطين  . لكنني أطلب منك أن تحذري في المرة القادمة من زعزعة سباتي و وتأكدي من الأرقام قبل أن ترسلي لأصحابها .