الجمعة، 8 فبراير 2013

هم أرفع منزلة من العتب









عشت في بيت صغير دافئ منذ الصغر ، علقت أحلامي وأمنياتي الصغيرة على جدرانه , تنفست رائحة طلاءه وكبرت متعايشة على طوبه ، كان لي الأمن والأمان ، بالنسبة لي كان ذلك البيت هو حياتي بأكملها .ازددت طولاً فاتسع البيت من جميع الجوانب .
خلقت لي من الزوايا أصدقاء ، أحاكيها و أستند إليها ، أرمي همومي بداخلها ، وأجعلها المخبأ الوحيد لدموعي وأسراري . تمدني بالقوة ان فقدتها ، تمنحني الحنان إن أضعته ، ترسم لي طرق النجاح باستمرار . أحببت تلك الزوايا كثيراً وقسمت روحي بيتها بالتساوي .
كانت صوتي عند الحاجة ، ومعازفي عند الغناء ، كانت بحة صوتي حينما أبكي، وساعدي حين العمل ، وقدماي في وقت القفز نحو المستقبل .
فماذا لو أن إحدى هذه الزوايا خانتني ، و كتمت صوتها ، أو لم تقلم أظافرها ، أو أنها أجبرتني على السقوط وقت القفز . ماذا لو أنها كانت سبب حاجتي ، أو أنها قوست فمي نحو الأسفل .
ما ردة الفعل المناسبة لقطيعة الواصلين ، أو جرح من الطيبين ، أو خدش ثقة القريبين ؟