الجمعة، 14 أكتوبر 2011

في المستشفى ..!







وقفت إلى جانب الباب الأبيض الخشبي العريض ، وجلت بناظري في أنحاء الغرفة الساكنة .
وكالعادة ، كانت تنام بسلام في ذلك السرير الأبيض الذي يبدو أنه ضمها أكثر مما فعلت . وقفت ساكناً لثوان أو ربما دقائق ، ساعات ، لا أدري .
المهم ، أنني في نهاية الأمر قررت الدخول .
بعد أن سحبت الأكسجين الذي في المستشفى بأكمله دلفت بهدوء متجهاً نحو سريرها .
صوت نبضات قلبها المنتظمة يستحثني على المضي بدون أي موانع أو ردود فعل .
فقط أريد التوجه إلى هناك ، أقترب ، أتحسس ،أشم ، وأسمع .
حتى أنني أتوق إلى عناق اللحاف الذي يغطيها بغرور ودلال ، متمكن من كل جزء منها .
وقفت إلى جانبها تماماً ، وقلبي يرقص كقلبها تماماً ، لكن مع نغمة أسرع وأكثر اضطراباً .
حاولت سحب الأكسجين مرة أخرى ، واقتربت ناحية اذنها هامساً ..
: أنا هنا ياصغيرتي ..
وقبل أن أكمل حرف الغين ، بدأت دقات قلبها تماثل قلبي الرقصة ، وأصبح الجهاز يرسم خطوط قلبية متصله سريعة ..
خشيت عليها فأمسكت يدها باضطراب ، وإذا بالدق يزداد ، والنغمة تزداد سرعة واضطراباً .
استمر هذا الوضع المضطرب بضع ثوان ، حتى عادت الرقصات إلى طبيعتها .
بدأت تلك الرموش الطويلة المعلقة على أجفان ناعمة بمحاكاة ذيل طاؤوس ملون .
حتى ظهرت تلك الدائرة الرمادية التي طالما سببت في داخلي حروب وانقلابات
حاولت تلك الأخيره التحرك يميناً وشمالاً باحثة عن مسبب هذا الإضطراب ، ويبدو أن الابتسامة التي ارتسمت على تلك الشفاه الصغيرة دليل على أنها علمت بوجودي .
رفعت يدها نحو الخيوط الحريرية التي تعجز ألف دودة قز الإتيان بمثلها وسرحتها بعشوائية .
ثم حاوت الإعتادل في الجلسة بعد أن ساعدتها في ذلك .
قاسمتني الإكسجين رغماً عني ، ولربما استحلت النصيب الأكبر ، وقالت بصوت مبحوح ارتجفت كل خلية فيّ بسببه
: هل تستطيع تغير نغمتك السريعة التي لا أستطيع بوجودها السيطرة على هذا .
وأشارت على قلبها .
ابتمست رافعاً حاجبي إلى الأعلى وقلت
: في حالة إن استطعت أن ترفقي بحال هذا  .
وأشرت إلى أنا .