الاثنين، 29 يوليو 2019

هل كانت لوحة سائبة !






أراها هناك، بعيدة كل البعد، قريبة أكثر من أي شي آخر في الوقت ذاته، معلقة كلوحة مسروقة في متحف عظيم. بألوان زاهية تجعل كل من يمر بجابها يقف، يقف متأملاً، أو مدهوشاً. ومع كل وقفة أتسائل يا ترى هل سأشعر بالشعور ذاته لو اقتربت، هل ستكون الألوان أكثر زهاءً عن قرب، في الوقت نفسه أتسائل هل يدرك أحدهم أن هذا الجمال الطاغي قد سرق؟  من قد يقرر ملكية الآثار؟ من يرثها من بعد أصحابها؟ هل يجب عليها أن تفنى معهم؟ أو يحرقون معها؟ أمر كل يوم وأراها معقة بكل جمال ولا أستطيع أن أمد يدي ناحيتها أو أن أنطق الحق فأقول أنها سرقت. من سيكسب أنا، أم المتحف العظيم؟ أعتقد أنها حرب خاسرة ب بابتسامة موناليزية تلاحقني في كل مكان.

المكان في غرفتي مازال فارغاً من أجلها، ينتظر عودتها بغباء، اصفرت المساحة مخلفة مستطيلاً قذراً وكأن خيالها كان معلق كل ذلك الوقت حاجباً أشعة الشمس من التغلغل ناحية الجدار. تصدأ المسمار والتوى، مل من الوقوف واستسلم للموت خائر القوى، ظل متماسكًا لمدة طويلة منتظراً تلك اللوحة أن تعلق، ولا أحد يطيق الانتظار، حتى المسامير. ولا أقول بأنني لم أحاول مسبقاً إخفاء البقعة، لكن لا شيء يتماثل معها إطلاقاً، إما يكون كبيراً ثقيلاً فيسقط، أو صغيراً يحفه اللون الأصفر من كل مكان. هل من الأفضل أن أنزع المسمار من مكانه وأطلي المساحة على الرغم من أنني لن أصل لنفس الدرجة في الجدار نفسه، أن أطمس الثقب الذي خلفه المسمار الصدئ بطبقة خفيفة من طلاء؟ أم أكتفي بأن أقتني إطاراً فارغاً مناسباً وأعلقه لأذكر نفسي بأنني كنت فنانة في يوم ما، وألا أقف وأكتفي بلوحة واحدة؟ أن أظل أرسم حتى تنتهي الألوان من على وجه الأرض؟ أو أرسم فوقها شمس تستمد لونها من الصفرة التي لم تعرف النور يومًا؟