الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

دع الخلق للخالق ، واهتم بنفاصيل حياتك .








اسحب لك كرسياً واجلس لتسمع الجمل التي رسمتها هنا ، والتي للأسف معظمها يبدأ ب لا الناهية وأفعال الأمر التي كنت أكرهها جداً في صفوف النحو . فالكل منا لا يحب أن ينهى عن شيء يفعله ، ولا يأمر بشيء لم يتبادر إلى عقله العمل به ، ولا يطيق أن تستخدم لا في جمل النهي ، ولا الأفعال على وزن افعل في الأمر مباشرة ، وقد تزيدنا عناداً فيما طلب منّا ، فالكل حر بما يفعل .
 لكن حينما تكون الأشياء التي ضممتها هنا تحفظ لك حقوقك وتبقيك بعيداً عن حقوق الآخرين ، هل ترى ستبتلعها ، أم ستبقي الملعقة بعيداً بأي حجة كانت . لنرى .. 
حينما تكون صاحب أو صديق فلا تحشر نفسك بين ملفات الآخرين ، ولا تجعل من نفسك معلقاً ضاحكاً على كل قرار يتخذونه ، واعلم يقيناً بأنهم لم يجعلوا من كتفك متكأ حينما اتخذوه ، ولا ينتظرون تعليقك ولا تقييمك ولا صوت قرقعة خوف أو غيرة تصدر من حلقك ، أحب لأخيك ما تحبه لنفسك ، واغضض بصرك عن حاجياتهم كما تخفي حاجياتك عنهم ، دعهم يكملون طرقاتهم ولا تنثر حجارة مسمومة على أراضي آمالهم ، لا تذبل حصاد سنوات قادمة ،لا تكن الغربان التي تأكل ولا تشكر ، تدمر ولا تهتم ، فقط تملأ الجو بنعيقها . ولا تضع تاج الكبر فوق رأسك معتقداً بأنك الأفضل لأنك قفزت شبراً قبلهم ، فالذي سهل لك القفز قادراً على جعلهم يمشون فوق أنفتك ، قوّم لسانك ودربه على ترك طريق الاعوجاج ،نقي ونقح كلماتك قبل أن تنطق ، فكر في أن أحد الذين يجلسون أمامك قد تجلده بسوط لسانك لسبب ليس لك شأن فيه ، فكر في أنك قد تجعل منه وحيداً ، و ربما في حالات سيئة تسرق منه لطفه و جمال عقله . لا تسرق منهم نجوم ليلهم ، ولا تزاحمهم فيما يحبونه جداً ، ولا تخنق سعادتهم ، ولا تقارن نفسك بما عندك وسلب منهم ، لا تجعلهم سبايا عقلك بعد حرب قمت بها أنت ضد نفسك ، لا تجعل من عقلك سجناً صغيراً ضيقاً ،تغاضى و اغفل واحجب ناظريك . حسن نواياك وصفها تصفى لك دنياك . فكر فينفسك وما اعددت لها ، اصنع لك طريقاً خاصاً ، لا تزعج من حولك بوقع خطواتك وأنت تلحق بهم ، ارفع ثوب اليأس ولا تتعثر به ، اشغل نفسك بمستقبلك ، حسّن ستارته قبل أن تفتحها وارسم طريقاً سوياً يوصلك إلى لقاء حسن بربك ، واملأ صحيفتك بما يبهجك ، ولا تحقر من الخير شيئاً ، وداوم على الخلق الحسن والكلمة الطيبة ، واجعل نفسك مرآه لما تعلمت وما ربيت عليه ، ولا تخيب ظن من أحبوك ، واجعل هذه السنة أفضل ممن سبقوها بالإحسان .

الأحد، 1 سبتمبر 2013

روح الحب لا تفنى ولا تموت












إيقاظ المشاعر من جديد مؤلم جداً ، يخرج من داخلك شخصاً هشاً ينكسر من أول لقاء ، يلقي أمامك وحش الشوق والحاجة ليمضغ كبريائك بقبح واضح ، يلغي فكرة الاعتياد والنسيان من مخيلتك ، ويقتلع منك روحك الجديدة - في حال ملكت واحدة - ويلبسك القديمة بعد أن أضاف عليها ضعف أكثر . 
الدموع التي نسكبها في اللقاء الأول بعد الرحيل لا تشبه شيئاً ولا نستطيع وصفها ، ولا ندري لما ذرفناها في تلك اللحظات ، ربما تنظف ما بقي منهم دواخلنا ، وربما تعيد لهم مجدهم من جديد ، وربما هي ذيل فستان الروح الراقصة من الألم . 

 مارينا ابراموفيتش فنانة الأداء * المشهورة التقت في عام 1976 ب يولي الذي يماثلها مهنة , وعاشا قصة حب جميلة امتدت حتى عام 1988 ولم تساعدهم الظروف على إكمال مسيرتهما معاً ، لم يكن فراقهم عادياً ، فضلا أن يتلقيا في سور الصين العظيم للوداع بعد أن يقطعا قرابة 2500 كيلو متر ، حيث بدأ يولي رحلته من صحراء جوبي ، وهي اختارت البحر الأصفر بدايتها ، وحينما التقيا اكتفيا بقول " وداعاً " بعد أن وضعا حد لا ينسى لنهايتهما معاً .
في عام 2010 ، وبينما كانت مارينا تمارس مهنتها في أحد المتاحف ، حيث اختارت أن تجلس صامتة لمدة دقيقة واحدة أمام كل غريب يجلس أمامها في عرض أسمته " The artist is present " التقت يولي .. شاهد ما الذي حدث .. 




أذا لم يظهر المقطع إضغط هنا 

لم تفضل مشاعرها الصمت مطلقاً .. 




* فن الأداء 

الجمعة، 28 يونيو 2013

(بدون عنوان)










عقاب ، معاقبة ، يعاقب ، معاقبون ، عاقبة .

ترددت هذه الكلمة في عقلي كثيراً في الأيام الماضية ، حتى بت غير قادرة على النوم ، أخنق ذاكرتي بوسادتي لعلها تموت لكن بلا فائدة . أعلم مصدرها ، و لا أدري إن كان هذا المصدر يعاقبني فعلاً أم لا ، ربما ما في الأمر أنني أعاقب نفسي على فعلٍ لم أقم به ، وعلى ذنب لم أرتكبه ، وعلى جريمة لم أقترفها . أعي ذلك كله ، أدرك أنني في الحقيقة مجرد قلب كبير لا يحفظ تواريخ ميلاد من يحب ، ولا يجيد استحضار أرواح الذكريات ، قلب كبير لا ينسى عيون أحباءه ، يحفظ أسمائهم ، يخبئ لهم في مساحته الكبيرة مشاعر لا توصف ، روابط لا تنفك ، و أمنيات صغيرة . لا أدري إن كنت أعاقب نفسي على ذلك القلب أم لا ، أم أنني أضع نفسي في مكان الظالم دائماً حتى لو كنت ممن سلط عليهم سوط الظلم كما قالت صديقتي المقربة جداً .


حلمت اليوم أنهم سيقصون رقبتي ، ولأول مره لم أهتم ، لم أخف ، لم أفكر في عاقبة الأمور ، لم ألتفت ناحية البشر ، لم أشعر بأني قلبي كبير ، لم أحس به يدق ، فكرت فقط بأخطائي مع الله ، دعوته كثيراً ، بأن يغفر ويعفو ويرحم ، ذلك ما تزاحم إلى عقلي فقط ، حينما استيقظت ، كان الألم لا يزال معلقاً خلف رقبتي ، وكأنه يذكرني بأن الدنيا صغيرة ، حقيرة ، فانية ، مجرد درب . كان حلم بمثابة رسالة ، رسالة قرأت فيها بأن البشر يخطئون ، يرتكبون حماقات ، يحبون ، يكرهون ، يتمردون ، يعاقبون – تزاحم هذه الكلمة عقلي كثيراً كما قلت - ، لكنهم في النهاية مجرد بشر . وأنا لم أخلق من نار ولم أخلق من نور , ما أنا إلا بشر مثلكم ، لا تعلقوا أخطاء المشاعر على عاتقي ، لا تعاقبوني ، لا تأكلوا مساحات قلبي التي منحتها لكم ، ذروني أعيش ، بلا تفكير ، بلا عقاب ، ذروني أعيش ك ليلى التي ما زالت لا تحفظ تواريخ ميلاد من تحب . 

الأحد، 7 أبريل 2013

علمتني أمي !















، 
 تدوينة كتبتها سابقاً ، و أزلتها رغبة في كتابتها من جديد والمشاركة بها في ملتقى رؤى شبابية المقام من قبل الندوة العالمية للشباب الإسلامي 
وقد نلت المركز الأول في المسار الأدبي على مستوى جامعات الرياض للبنات ولله الحمد ..











في حينا القديم ، اعتادت والدتي أن تحيك بعض الملابس لجاراتنا ، وتعلم بناتهن أسسها ، كنت أجلس إلى جوارها ومستندة إلى مكينة الخياطة التي باتت تصدر صوتاً مزعجاً من أثر الخرف غير مبالية بما تقول وما يفعلن من بعد توجيهاتها ، عرفت أن أمي هي الأشهر في الحياكة من بين نساء الحي ، وعلمت أيضاً أنني الأسوأ فيها من بين بناته . لم تكن أمي تريد لأحد أن يخلفها سوى ابنتها ، وكأنها تريد صنع أجيالاً من هذه الحرفة السخيفة . سلكت كل الطرق ، وجربت كل الأساليب حتى تستطيع جذبي إلى مهنتها .  وكالعادة كلنا نخسر أمام أمهاتنا .



طارت أمي عن طريق الواقعية، تركت مكينتها وحلقت في سماء الخيال، اختارت من الأحلام درس لي في الغزل والنسيج ، في كل يوم وبعد أن يذهب الجميع ، تخصني أمي بتلك الدروس ، وكبداية أي شخص ، اخترت الأشياء الصغيرة لأحيكها ، قبعات تزيدني في المعرفة طولاً ، وجوارب ترفعني إلى العلم درجة ، لم أكن جيدة بالتأكيد ، فلا أخفيكم أن بعض منها كان بمقاسات مختلفة ، أو بألوان غير متناسقة ، والبعض منها قد أصابني بجروح في يدي كنت أستحي سابقاً من إظهارها للعلن ، اعتقدت حينها أن الفشل في حياكة الأحلام أمر مخجل .



كبرت وخذلت أمي ، واخترت غزل الأحلام مهنة لي ، وتسلمت مكانها في تعليم المبتدئين ، تعددت قطعي ، وتغيرت غرزي ، وزاد عدد الجروح في يدي ، حتى جاء اليوم الذي قررت فيه أن أحيك الفستان الذي سأزف فيه نحو مستقبلي، اخترته أبيض نقياً، بذلت مجهوداً في حياكته وتهيئة الوضع لإتمامه علقته في خزائن الأيام حتى تحين ساعته ، لا أنكر أني في كل وقت أفتح تلك الخزانة إما تأملاً فيه حتى يزيدني إصرار وقوة أو لأضيف عليه بعض الغرز واللمسات التي تعلمتها.لم أمله ولم يصبح بالياً عتيقاً في نظري بتاتاً، كنت أتباهى به و أخبرت الجميع بإنه سيأتي ذلك اليوم الذي سيرون فيه فتاة قد ارتدت أحلامها.



وبالفعل جاء ذلك اليوم متمختراً،وانزلق فستاني على جسدي مغطياً عري الأيام المؤلمة التي عشتها،كنت فخورة بنفسي ومغرورة، وتكبرت قليلاً. كنت متلهفة للخروج به للعلن حتى أتباهى به.لكن صدمتني ملابس الواقع، اختلف الناس عني مظهراً ولباساً، مزقوا حلمي، اخروجني من دائرة الأحلام المحققة، نفوني من أرضهم لتهمة لم أعرف سببها.



عدت إلى أمي باكية، مستفسرة، لم أقترف ذنباً ولم أسلك للحرام طريقاً ، لم أنتهك حرمات ربي يا أمي ، ما الخطأ فيما ارتديته . ضمتني أمي ناحيتها و قالت مطبطة على ظهري ، فستانك يا ابنتي محرم اجتماعياً ، تصميمه شيء يدعى بالعيب .


الجمعة، 8 فبراير 2013

هم أرفع منزلة من العتب









عشت في بيت صغير دافئ منذ الصغر ، علقت أحلامي وأمنياتي الصغيرة على جدرانه , تنفست رائحة طلاءه وكبرت متعايشة على طوبه ، كان لي الأمن والأمان ، بالنسبة لي كان ذلك البيت هو حياتي بأكملها .ازددت طولاً فاتسع البيت من جميع الجوانب .
خلقت لي من الزوايا أصدقاء ، أحاكيها و أستند إليها ، أرمي همومي بداخلها ، وأجعلها المخبأ الوحيد لدموعي وأسراري . تمدني بالقوة ان فقدتها ، تمنحني الحنان إن أضعته ، ترسم لي طرق النجاح باستمرار . أحببت تلك الزوايا كثيراً وقسمت روحي بيتها بالتساوي .
كانت صوتي عند الحاجة ، ومعازفي عند الغناء ، كانت بحة صوتي حينما أبكي، وساعدي حين العمل ، وقدماي في وقت القفز نحو المستقبل .
فماذا لو أن إحدى هذه الزوايا خانتني ، و كتمت صوتها ، أو لم تقلم أظافرها ، أو أنها أجبرتني على السقوط وقت القفز . ماذا لو أنها كانت سبب حاجتي ، أو أنها قوست فمي نحو الأسفل .
ما ردة الفعل المناسبة لقطيعة الواصلين ، أو جرح من الطيبين ، أو خدش ثقة القريبين ؟




الثلاثاء، 15 يناير 2013

رسائل خجله









لمَ دائماً نحاول البحث عن أشخاص يشابهون أحد قد أحببناه ؟! هل نحن متيقنين أننا سنعطيهم ذات المحبة التي كنا قد وهبناها سابقاً ؟ أم سنرمي بهم في ممرات الحياة بعد أن ندرك أن ما كنا نبحث عنه في الحقيقة لم يتواجد فيهم رغم لطفاتهم ؟ أم أن العكس أصابنا بالرعب من كره الذين سبقوهم بالإحسان ؟

وهذا الذي حدث لي معك يا سيدتي ، حينما اخترتك من بين الجميع لأنك شابهتي السابقة في تقاسيم وجهها ، ظلمتك ! أعلم ذلك ، وأعلم أني بذلك ظلمت نفسي وقتلتها بعدد المرات التي أدمعت عينيك فيها . وأرجو الله أن لا أكون قد قتلت نفسي كثيراً .

لا أدري كيف تملكتني الجرأة لأتكلم و أبوح بما يجول في خاطري من ندم وأسف ، ربما أردتك أن أعود لمكانتي السابقة لديك ، أو لأنني تذكرتك حضنك الدافئ حينما لممتني إليك باكية ، متسائلة عما يجري للحبال التي بيننا ، وما سبب اهترائها . أتعلمين في ذلك اليوم ، كرهت نفسي حتى وددت لو أن أقدمها لك سبية المشاعر التي كانت بيننا ، أحسست بأني قد جمعت غباء الدنيا بأكمله ورسمته في داخل علاقتنا . صددت عنك لأسباب لا أعلم ماهيتها حتى الآن . لا أدري أي شيء قد قلب كياني في عشية وضحاها ، كرهت ما تقولين وما تفعلين ، كانت هي ذاتها الأشياء التي كانت تملئني ضحكاً . لا أعلم لمَ من طلاك بالأسود بعد أن لونتي حياتي بالأبيض . وليس لدي أي عذر لذلك القناع الشاحب الذي كنت أرتديه في كل مرة ألقاك فيها .
ليت أنني استطعت أن أنزع شعورك حينها . أو أنزع ذاكرتي وأعود لأعرفك من جديد وأحبك جديد أكثر بكثير . ليت أنك تغفرين لي خطايي التي لا تغفر ، وتمسحي على جبين من لا يعلم شيء ، وتنزعين مني برودة مشاعرك بوشاح طيبتك الذي أعرف .

قال لي رجل حكيم ذات مره " إذا نسي المحبين أخطاء بعضهم البعض ، فذلك هو الغلو الغفراني  " فهل استطيع أن أطلب منك ذلك ؟ أم أنك معتدلة في مشاعرك ؟




فاصلة نقية ،
أحببتك ، ولا زلت .



الأحد، 13 يناير 2013

لا زالت المدينة مظلمة .











ملؤها بأصبغة المداخن ، أصبحنا نجمع الهواء في كيس فارغ ثم ننقحه حتى نستنشقه .

تقوست ظهورنا من العمل في وظائف قذرة ، نخبز برماد قد اختلط به دقيق ، نكرهه عندما نعود لنشتريه ولا لنا حيلة غير أكله في غرف مظلمة . ونمسح الطرق بمياه عكره ، هي المياه ذاتها التي نغسل بها رقعنا ونستحم بها من أثر الرماد . ونبني البيوت من الوحل ،  وكل ذلك بثمن بخس ، تكلفة وأجرة . لم نرى الشمس منذ زمن ، وتشكل لنا الدخان على هيئة سحب ، وأمطرت لنا ماء أسود ، أنبت في زاويا المدينة شجراً تعفنت ثماره قبل أن يزهر .

أصبنا بقلة السمع والبصر ، وبحموضة في الحناجر ، وأٌوقد في شعبنا الهوائية جمراً حتى تخرقت . يسعل صغيرنا قبل كبيرنا ، والطبيب لدينا لا يجد من يعالجه ، وفي كل يوم نجمع في زاوية في آخر المدينة بقايا من صعدت أرواحهم ، ولا ندري من سيرمى جثة خاوية في تلك الزاوية غداً .
ولا ندري ماهي النهاية ، ولا كيف وصل الحال بنا إلى هنا .