الجمعة، 28 يونيو 2013

(بدون عنوان)










عقاب ، معاقبة ، يعاقب ، معاقبون ، عاقبة .

ترددت هذه الكلمة في عقلي كثيراً في الأيام الماضية ، حتى بت غير قادرة على النوم ، أخنق ذاكرتي بوسادتي لعلها تموت لكن بلا فائدة . أعلم مصدرها ، و لا أدري إن كان هذا المصدر يعاقبني فعلاً أم لا ، ربما ما في الأمر أنني أعاقب نفسي على فعلٍ لم أقم به ، وعلى ذنب لم أرتكبه ، وعلى جريمة لم أقترفها . أعي ذلك كله ، أدرك أنني في الحقيقة مجرد قلب كبير لا يحفظ تواريخ ميلاد من يحب ، ولا يجيد استحضار أرواح الذكريات ، قلب كبير لا ينسى عيون أحباءه ، يحفظ أسمائهم ، يخبئ لهم في مساحته الكبيرة مشاعر لا توصف ، روابط لا تنفك ، و أمنيات صغيرة . لا أدري إن كنت أعاقب نفسي على ذلك القلب أم لا ، أم أنني أضع نفسي في مكان الظالم دائماً حتى لو كنت ممن سلط عليهم سوط الظلم كما قالت صديقتي المقربة جداً .


حلمت اليوم أنهم سيقصون رقبتي ، ولأول مره لم أهتم ، لم أخف ، لم أفكر في عاقبة الأمور ، لم ألتفت ناحية البشر ، لم أشعر بأني قلبي كبير ، لم أحس به يدق ، فكرت فقط بأخطائي مع الله ، دعوته كثيراً ، بأن يغفر ويعفو ويرحم ، ذلك ما تزاحم إلى عقلي فقط ، حينما استيقظت ، كان الألم لا يزال معلقاً خلف رقبتي ، وكأنه يذكرني بأن الدنيا صغيرة ، حقيرة ، فانية ، مجرد درب . كان حلم بمثابة رسالة ، رسالة قرأت فيها بأن البشر يخطئون ، يرتكبون حماقات ، يحبون ، يكرهون ، يتمردون ، يعاقبون – تزاحم هذه الكلمة عقلي كثيراً كما قلت - ، لكنهم في النهاية مجرد بشر . وأنا لم أخلق من نار ولم أخلق من نور , ما أنا إلا بشر مثلكم ، لا تعلقوا أخطاء المشاعر على عاتقي ، لا تعاقبوني ، لا تأكلوا مساحات قلبي التي منحتها لكم ، ذروني أعيش ، بلا تفكير ، بلا عقاب ، ذروني أعيش ك ليلى التي ما زالت لا تحفظ تواريخ ميلاد من تحب . 

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف