الاثنين، 30 يناير 2012

أكرهك !








وقفت في آخر السلم آنتظر صعوده ، عرفت أنه وصل الآن من صوت ضحكته التي هزتني .
أسمع وقع خطوآته على حوآف السلم يصعد مصفراً مغنياً متباهياً بنفسه .
آبتلعت عبرتي وحاولت آن أتصنع أي ابتسامة تمر على خاطري . والتفت ناحية السلم منتظرة خروجه .
ما إن تعلقت عينيه بخآصتي حتى تغير لحن صفيره ، وقف متأملاً آنكساري وضعفي ورجفتي . مآل فمه نآحية اليمين قليلاً ، ورفع حآجبه المصاحب وقال بسخرية وآضحة 
: لم أتوقع أن ألتقيك بعد .. ذلك اليوم !
حآولت أن أجمع ذرآت الأكسجين قبل أن يسرقهآ مني سحبت القليل منهآ ، وخبأت الباقي للصدمآت القآدمة 
وأتبعت صوته صوتي قآئلة 
: أي يوم تقصد ؟!
كنت أحدق فيه بصعوبة ، المآء المآلح يغشى عيني مآنعاً عني الرؤية ، أود أن أرى تقآسيم وجهه ، وفي ذآت الوقت لآ أريد أن أطبق جفوني حتى لا تسبب فيآضآنآت بلا نهآية .
سمعته يقهقه بعد أن قفز إلى جانبي وأخرج مفاتيحة عبث بها قليلاً ثم أدخل أحدهم وخنقه فآتحاً به باب شقته .
التفت إلي وقال بابتسامة مزيفة : تفضلي .
دخلت بلا تردد ، وجلت بنآظري بين ملامح الشقة ، وكأنني لأول مرة أرآهآ .
انتظرته حتى يختار لي كرسياً لأجلس عليه ، وبالفعل آختآر لي الأصغر من بينهآ .
جلست عليه منتظرة مرة أخرى أن يسألني عن شيء أشربه ، لكن يبدو أنه غير مرحب بي على الإطلاق .
جلس وآضعاً يده على خده منتظراً مني أن أتكلم .
شابكت يدي بعضهما ببعض محاولة نزع الرجفة منهما ورفعت رأسي نحوه وقلت :
أي يوم كنت تقصد قبل قليل ، لم تجاوبني ؟!
ابتسم مرة أخرى ، وخلخل أصابعة في شعره وقال بتوتر واضح :
اسمعي ، لست أول من تقع في حبي ، وبالتأكيد لست الأخيرة . لذا من الأفضل أن ننهي القصة بنهاية مقبولة 
صعقت ، تنافرت مني ذرات الأكسجين التي كنت قد خبأتها ، لم استطع أن أتحرك ، حاولت أن أخرج اي شيء من حنجرتي لأرد عليه قآئلة :
مقبولة ! هل تعتفد أن تعلق فتاة بك ، ومن ثم تقوم برميها بعيداً وتخونها في ذات الوقت نهاية مقبولة ؟!
تعلق صوتي في حنجرتي . وأزحت وجهي عنه حتى ابعد صورة ابتسامته عن مخيلتي   . كآن يغيضني بتلك الإبتسامة الباردة ، وكأنها مجرد رسالة مشفرة تجبرني على فعل ما كنت قادمة من أجله .
وعزمت على ذلك فعلاً .
تحركت من مكاني بصعوبة ، وأدخلت يدي في جيبي ، وبرجفة وآضحة أخرجت السكين منه وطعنته في قلبه مرة وهمست في إذنه :
هذه من أجل نهايتك المقبولة .
ثم طعنته مرة أخرى وهمست :
وهذه من أجل ابتسامتك الباردة .
سحبت السكين بهدوء وأنا أتلذذ بمشهد الدم خأرجاً من فمه ، يحاول رفعه يده نحوي طالباً المساعدة ، وبنظرته الغريبة التي لم أكن أعي ما يريد ، ولا أريد ذلك أيضاً .
هذه النهاية التي تعتبر مقبولة ، بل كاملة بالنسبة لي .
مسحت على شعره بنعومة حتى أزيل الدم المتعلق في يدي ورفعت رأسه عالياً نحوي وقلت قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة 
: أكرهك 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق