الاثنين، 16 يناير 2012

والطير يرقص مذبوحاً من الألم ..!












أفقت بعد أن خنقني كابوس كنت اسقط فيه هاوية من مكان بعيد .
مسحت ما تبقى من دموع البارحة ، وجلست أنظر للكم الهائل من علب المحارم الورقية  الفارغة .
حاولت أن أجمع بعضاً من جزيئات الأكسجين المتطايرة حاولي ، وانطلت نحو مرآتي .
الدائرة السوداء حول عيني في كل يوم تأخذ مساحة أوسع ، وتنهب وتسرق تلك الأراضي الشاسعة في وجهي .
بات إخفاءها مستحيلاً ، أحسست أن حبال عرائسي قد تقطعت ، وأصبح من الصعب أن أستمر بلعب دور الدمية السعيدة ، وتمثيل أن الحياة ملونة غير خانقة .
رششت بعض الماء البارد على وجهي لعله يوقظ ملامحي الميتة ، وضعت بعض من المساحيق الكاذبة ، وطليت وجهي بابتسامة متعرجة وخرجت من صندوقي نحوهم .
أزعجتني أشعة الشمس ، أقسمت في كل يوم أن تفضحني أمامهم ، وتجردني من أكاذيبي ، وتجعلني أنثى عارية مجروحة ، تقتل كبريائي المزيف ، تظهر لهم حقيقتي .
سلمت للشمس ظهري وجلست معهم ، أتكلم ، وأضحك بصوت عالي ، أحاول كبت كل تلك الأحداث وربطها في كيس خانقة .
أظهر لهم أنني من أكثر الناس سعادة وأكثرهم فرحاً ، بل ومن أكثرهم راحة بال .
ربما هم في الوقت ذاته يظهرون لي المثيل ، ويجبروني أن أصدق بأنهم سعداء .
ربما كلنا نعيش في عالم مزيف ، مليء بمساحيق كاذبة ، وابتسامات مختلقة .
نعلق كبرياءنا أمام أسرتنا ، ونجعل منه ثوباً حريرياً مزخرف كل صباح .
ما الشيء الذي يجعلنا نكبت كل ذلك في دواخلنا ، ما المحرم في البوح ؟!
وما العيب في أن نكون مخطئين ومغقلين ؟! 
ما العقاب الذي سوف نتلقاه عندما نخبرهم بحجم ضعفنا ؟!
ما الكفارة المناسبة لكل تلك الذنوب التي بتنا نقترفها ليل نهار ؟!
كل مرة تراودني فكرة أن أبوح لك بحجم ضعفي ومدى غبائي واشتياقي تمتلئ غرفتي بعلب المحارم الورقية الفارغة  فأنام على صوت كبريائي الحزين ، أستيقظ في الصباح ، وأعود للتفكير من جديد .
وهكذا ، أصحبت حياتي قابلة للتكرير ، غير أنني لا أفيد أحداً أبداً ..
غير مصانع المحارم الورقية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق