الجمعة، 23 ديسمبر 2011

وقت ..!




















بعد 364 يوم من رحيلك .. 






لم أستطع إكمآل السنة صآمتة وخآرت قوآي في اليوم ما قبل الأخير ..
أحسست بأني البارحة فقط كنت أجلس معك ، وأسمع صوتك ، وأرقد على صدرك ..
بدآ لي أن صوتك لايزال معلقاً على أذني ، وأن تلك العيون الصغيرة تلاحقني أينما أذهب ..
أتذكر ذلك العشق الذي كنت أكنه لك ، كان قبل ذلك كبيراً جداً ، بحجم كل شيء ..
بحجم السماء والأرض معاً ..
بعد أن رحلت اختفى كل شيء ، وانطبقت السماء على الأرض ، حتى دمرت كل واحدة منهما الأخرى ..
وأصبح ذلك العشق مجرد هباء منثور على أرصفة النسيان ..
لكن اليوم ، تحركت ذرة عشق بدائية جديدة نحوك ، وسببت آنفجاراً عظيماً أحدث كون جديد ..
كون سكنته أنت ، وعمرته أنت ، وملكته أنت في يوم واحد ..
***
وتذكر تلك النافذة التي كنّا نقف عندها مطولاً في أيام الشتاء الباردة ..
بعد أن هجرتني أقفلتها ، ووضعت خزانة ملابسي عليها حتى أحجب أشعة الشمس التي تنفذ منها كل صباح ..
لكنني في كل ليلة كنت اسمع نقراً حزناً على زجاج تلك النافذة .. كان يتناغم مع دقات قلبي بشكل جميل ..
ويجعلني أشتهي أن أفتح تلك النافذة وأسرق منها بقايا أنفاسك ..!
لكنني قاومت تلك الرغبة ، حتى انقطع ذلك النقير ..
اليوم أزحت خزانتي حتى تدمت أطراف أصابعي وخارت قواي .
وفتحت النافذة ، فعانق وجهي هواء قديم هائم مشتاق ، يصدر صوت صرير يخترق أذني 
يشعرني بالفرآغ الذي يتواجد جانبي في هذه اللحظة والذي خلفته أنت .
وجدت في تلك النافذة بقايا ريش طير ملون ، أفقدته الأغبرة جماله ، وبعض البيوض المصفره .
ربما في ذلك الوقت كان ذلك النقر مجرد استنجاد ، وأنت بأنانيتك جعلتني أقتل ذلك الطير ، وأيتم هذه البيوض ..
***
أتذكر تلك الصورة المفككة التي حاولنا تركيب قطعها معاً .
كانت الأطراف قد تكاملت قطعها مع بعضها البعض ، وأخبرتني أنك ستعود في اليوم التالي لنكمل لب الصوره 
وجآء اليوم التالي والذي يليه والذي يليه وأنت لم تعد .
وظلت تلك اللعبة مهملة في أطراف الغرفة غير مكتمله تنتظر رجوعك ..
اليوم ، نزعت كل القطع التي كنت قد حللناها سوية ووضعتها مع صويحباتها 
وتركتها كما جهزناها لنلعب بها أول مرة .
***
لمَ لا أريد أن يكمل غيابك عني السنة الأولى من عمره ؟!
ما الذي جعلني أفزع النائمين ، وأدآوي المجروحين ، وأجعل للميتين بعثاً ؟؟!
أ لأنني أعلم أن كل تلك الأيام الماضية كنت أملك فيها ذكريات جميلة معك إلآ يوم الغد ؟ 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق