السبت، 18 يونيو 2016

عنوان فارغ







ولدت بيد ممدودة، تأبى أن تربت على قلبي.


منذ الصغر و أنا لا أجيد مجابهة العواصف، أركض وأصرخ بصوت مبحوح، وحينما تخور قواي أنحني لأفرغ ما في قلبي، أنحني حتى يصبح ظهري هشاً،  ثم أستقيم. مهما كانت قوتها ومهما طالت مدتها هذه هي الطريقة الوحيدة التي أعرف، أو التي أجيدها بشكل أصح. لا أفوت فرصة أطلق ساقي سريعًا بدون تفكير. أسبق العاصفة، أتخطاهم، أرفعها عاليًا وأوقعها أرضًا، لا يهمني كل ذلك في تلك اللحظة، المهم أن أصل إلى تلك اللحظة الغبية التي يفرغ فيها قلبي.

أفكر دائمًا، لو أنني ولدت بذراعٍ سليمة، ويد لينة ، تلتف لتتلقف قلبي، تفرغه مما فيه ليظل الهدوء الذي يسبق العاصفة، أن تجعل العاصفة لا تصل أبدًا. ما الذي جعلها ممدودة قاسية على نفسها دائمًا، بلا مفاصل! كيف وصلت إلى هذه الحال، كيف أصبحت أسبق كل شيء حينما أركض، أسقط كل شيء ، ألا أشعر بأي شيء. من الذي جمد ذراعي لتصبح ممدودة هكذا بكل غباء ؟

أقنع نفسي بعد الانحناء والاستقامة أن العاصفة هي سبب كل ذلك، أن ساقي تجاريها، ويدي تصول وتجول في معركة معها، ليس الذنب ذنبي، أنا مجرد فتاة تحمي نفسها، تنقذ نفسها، تصل إلى ذلك الهدوء الذي تحبه بالرغم من جميع العواصف التي تسكنها، ليس من الممكن أن أتعايش مع جنون خارجي وداخلي، أريد السلام في أي جهة كانت. على الأقل أن أنصت إلى الضجيج من جانب واحد، أن أكون بيد ممدودة فقط، ولا أضيف إلى نفسي أذن صماء. أكتفي بإعاقة حياتية واحدة.


يبدو الكلام طويلا، ولا أجد له خلاصة لأخرج بفائدة، ولا أستطيع أن أجد النهاية لأقفله. لكن لو مررت في يوم ما بعاصفة ما ورأيت فتاة حمقاء تمد يدها بغباء، انتشلها. ستعود تلك اليد عليك بالنفع لا تقلق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق