الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

تجارب فاشلة

















حينما يتحدث قلبي هامساً ، أحاول أن أنكب على وجهي متجاهلة ما يقول . أجعل أذني تتجاهلانه تماماً . لا أريد المزيد من تفاهات الأمور التي يرميها علي دائماً بفهمه الخاطئ ، أو بعاطفيته الساذجة . أصبحت أتعلم لغات أخرى ، وأتعلم المزيد من الكلمات الجديدة ، محاولة أن أزاحم لغة القلب .

بضع تجارب فاشلة أجبرتني على أن أكون أقوى ، أسلب من الهواء الخارجي بضع مساندات هشة ، أحاول التظاهر بعكس ما تظهره رجفة يدي ، أحاول خلق صدى حتى تختلط الحقيقة بالكذب , فأصبح وقتها لا أعرف أي الحقيقتين أصدق ، أو أي الكذبتين أتجاهل .!

لا أنكر أني بهذه الطريقة قد جنيت ثماراً يانعة ، واستطعت بها أن أثقل من وزن مطرقتي قبل أن أحكم . لكنني أيضاً لا أنكر أن القلب يصدق أحياناً .

حينما تعلق الأمر بشخص قريب ، كل تلك الطقوس التي كنت أحاول استخدامها مع قلبي فشلت ، حاولت أن أتجاهل ، أصرخ ، أضع أصابعي في إذني ، أحاول سلب الدنيا قوتها ، أحاول سلب يدي من رجفتها ، بلا جدوى ، أصبح القلب مسيطراً ، والعيون عبيد .

سابقاً – وأتمنى أن يظل سابقاً- كنت أقنع نفسي بأن القلب قد خلقه الله حتى ينضم مسيرة حياة فقط ، يضخ دم وأكسجين والمزيد المزيد من ثرثرة كتاب الأحياء ، لا علاقة له بالحب والصداقة والمشاعر الدافئة ، أحاول أن أصور لنفسي أن القلب لا يصدأ ، ولا يتآكل ، ولا يصبح فارغاً ولا مملوء بشيء ، لا يستطيع أن ينبئ ، ولا يستطيع أن يأمر وينهى , ليس له سلطة . و بموقف واحد ، انهار سد النظريات والمسلمات التي كنت أحاول أن أثبتها لنفسي ، لأبرر بها كذبي لاحقاً .

سلب مني النوم والعقل والراحة وقتها ، رجعت ضعيفة من جديد ، ليت أني ظللت على حالي الساذج السابق ولم أتغير ..!
لأن قلبي صدق هذه المرة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق