السبت، 12 مايو 2012

أدوات استفهام ؟











حدثتني صديقتي ذات مرة أن قريباً لها يعشقها . تشعر بأنه يتنفسها . ترى في عينيه نظرة مختلفة ، عاشقة ، حزينة ، ولربما متلهفة . تخبرني بأنه يراها الأنثى الوحيدة منذ الصغر . يعدها بعينيه أنها له وستبقى كذلك . 
كنت أرى في توتر ابتسامتها مشاعر جلية، وكنت أعرف أن عينيها تختبأن بعيداً عن خاصتي ، تحاول خلق تساؤلات عقيمة وتصر على إغلاق أبواب لم تفتح بعد. عرفت أنها أوصدت تلك الأبواب جيداً حينما أخبرتني أن أكبر سؤال يواجهها هو سبب محبته لها؟ وما الشيء المميز فيها الذي جعله ينجذب إليها بقوة ؟
ابتسمت بقدر ما كنت أريد أن أبكي وأرمي ما بدخلي بها ، نثرت الملح فوق الجروح وانسلت ، أحدثت ضجيجاً فارغاً داخلي وهي صامته . تسأل ذات السؤال الذي أرقني لكنها بادلتني الدور . كم مرة يا ترى سألت نفسي السؤال بالمقلوب ؟ كم مرة حصرت مميزاتك لأرى أيها الأقرب لي وأيها إن فقدته فسأكرهك ؟ ما الشيء الغريب الذي يجعلني أراك كاملاً خالياً من أي عيوب ؟ لمَ عندما أحاول بعثرتك وخلق مسافات بيننا تزيد سرعتي ؟ لمَ حكاية صديقتي الصغيرة جعلتني أشفق على فارسها ذو النظرة الحزينة ؟ لمَ شعرت لوهلة أنني كرهت صديقتي في نفس الوقت الذي كنت أريد أن أضمها فيه ؟ 
بالرغم من أنك أنت وإياها قد سلبتما راحة شخصين آخرين ، ولا زلتما تنهبان حياتنا من هنا وهناك . لم تجدا شيئاً أعظم لنا من باب رد الجميل سوى تفكير ساذج ، وأسئلة بسيطة ، قد تستطيعان قراءة أجوبتها في أعيننا . 
لكن سأعتبر أن كلاكما قد أُغفل عن الإجابة ، أو أنه لم يتعلم لغة العيون حتى الآن في مدرسة حياتيه كالتي زرتها مع قريب صديقتي . لذا بعيداً عن عنهما سأتكلم عن نفسي ، وسأحاول أن أشرح لك كيف ولمَ ومتى أحببتك ! 
تخيل لو أنك أويت إلى الفراش عطشاناً ، أجلت شرب الماء إلى الغد . وعندما جاء الغد متمختراً وجدت أن حنجرتك قد أصبحت ممراً ضيقاً جافاً ، وشفتك السفلى قد شقها جرحاً عميق . في ذلك اليوم بالتحديد امتلأت دنياك بسمة وسعادة ، قلبك يخفق ، تريد التحدث لكن بلا جدوى ، حنجرتك المتصحرة لم تستطع إنبات أصوات جديدة ، تريد أن ترسم على شفتيك ابتسامة رائعة لتجد أن ذلك الجرح اللعين يمنعك ، استمتعت ولكن بألم ، وفي نفس الوقت تندمت على يوم ماضٍ أجلت في أن تبلل ريقك . بالرغم من الألم الذي أحدثه لك ذلك اليوم إلا أنك ترى أنه سبب في بقائك رغم جفافك ، تجد أنه هو الوحيد الذي يستطيع خلق ابتسامة مؤلمة لذيذة . 
هذه إجابة كيف .!
أما بالنسبة لـ لمَ .!
عندما تجد أن الله قد بين في أقدراك من تكون أنت ، وكتب مستقبلك ، وقسم لك رزقك ، وفي أي يوم أرض تموت . فالله كتب في أقداري أنني أنا أنت ، ومستقبلي أنت ، ورزقي أنت ، وأرضي التي سأموت فيها عشقاً أنت ، لذا لا أعترض على حكم الله ، ولا أسأل لما قد كتب هذا لي وذاك علي ، أكتفي بالحمد والشكر لله كل ليلة . وحين يمر اسمك أمام مخيلتي أردد اللهم لا اعتراض .
أما إن سألتني عن الزمان وقلت متى ، فالشيء الوحيد الذي أتذكره أنني أحببتك منذ اللحظة التي كنت لست ملكي ، وأدركت أن الشيء الوحيد الذي سيكون من حقي هو البكاء عليك عندما تموت . 
سأكتفي بهذه الأسئلة التي منذ أن خلقت وأنا أحاول الإجابة عليها . منذ أن كنت صغيرة في مهد المشاعر 

هناك تعليقان (2):

  1. وآلأردى أننآ منذ أن كنآ في مهد آلمشآعر ونحن نتعايش مع تصحر آلحنجره وآلحآجه آللحوحه إلى آلمآء !
    أذآك آلحب آلذي أمقته !
    حقاً لآ أدري لمآ نتمسك به رغم كرهنآ له

    سلمت أنآملك """")
    ترقرقت عينآي بآلدموع حقاً "(
    أحببتهآ 3>

    ردحذف
  2. ربمآ هي الحآجة .!

    أسعدني توآجدك عزيزتي (K)

    ردحذف