الأحد، 17 مايو 2015

بلغ أشده











تمضي السنوات ونركض في طرقات الحياة لاهثين ، متجاهلين كل التغيرات والأحداث التي تحدث من حولها ، نقف في مرحلة ما فنرى انعكاس أنفسنا الذي تغير كثيرًا . لدرجة أننا قد تقف وتتساءل من أنا ؟ وكيف أصبحت هكذا ؟ أين وضعتني آخر آخر مرة أو بالأصح أين أضعتني ؟ لا ندري ما هو الانعطاف الذي حدث معه كل هذه التغيير ، ولا في أي نقطة من الحياة كبرنا ! جل ما نعرفه أنه – مثلًا – الأشياء التي كنت أحبها قبل سنة أصبحت لا تهمني . أكره شعور الكبر ، و التخلص من صغائر الأمور وتوافها ، أخشى أن تعلقني الحياة على جدران أمور لا أطيقها ، أن أبدو كلوحة لم تناسب المكان .

قد يكون الضحك والسخرية من أرواحنا السابقة الطفولية ما يجعل الأمر هينًا على الجميع ، ربما لبعد المسافة أو لمرور الكثير من الوقت ، لكن المبكي فعلاً هو أن تدرك أنك تغيرت عن البارحة فقط ، وأنك تحن لنفسك التي بالأمس . عظامك الهشة لا تستطيع أن تحمل ثقل اخترته بنفسك اليوم ، عقلك يتضخم وقلبك لا يزال لينًا ، يحدث الكثير من التصادم بينهما . القلب لا يكبر سريعًا وهو ما يتعبني جدًا .

الطفلة الموءودة التي بداخلنا ، ما ذنبها حين قتلت . كانت لا تزال ترى الدنيا بسيطة سهلة ، حقولها واسعة ـ تلعب فيها راكضة بلا ملل ، أفكارها الصغيرة الجميلة تتوسد معها ليلتها . هل من اللازم أن يحين وقت ونقذف بروحنا الصغيرة خارجًا ؟ أن تقيئها كلما أسقتنا الحياة كبرًا ؟ ألا يكل الواحد منًا من عمره ؟ هل يوجد لحظة ما في حياتي القادمة تجعلني أود أن ابتلع روحي من جديد ؟ لم ولن يصمد الكبار كثيرًا .



هناك 4 تعليقات:

  1. كم أشتاق لطفلتي ..
    بقدر لا تتخيليه ! اشتاق لها ..
    أشتاق لطفلتي المراهقه التي كانت تروي لي كل ليلة حكاية بطلتها أنا ..
    أشتاق للعبي وآن آكبر اهتماماتي فصل أو صديقة ازعجتني ..
    ..
    مايثلج صدري قليلا ..
    بأن علاقات الصغر تظل متطعمه بطفولتنا .. ومهما كبرنا نعود صغارا ونحن معا ..

    رغم أن لكل مرحلة سعادتها ومرحها ..
    إلا أن للطفوله عبق لن تستطيع آي مرحلة التغطيه عليه

    ردحذف
    الردود
    1. ذلك ما أرجوه فعلًأ.
      أن يظل لون الطفولة يصبغ حياتنا إلى الأبد.
      أن تظل الروابط الخفية البريئة موصولة

      حذف
  2. بل اشتاق الى طفل دقات قلبه تخبره انه زلزال سيحدث الفارق تخبره انه نسيم ريح سيكبر ليصبح اعصارا تخبره انه منبع زمزم الحنان في تراق الاحباب العطشى تخبره انه السند لمن الابام به تهوى اشتقت الى ذلك الطفل الذي ينام بعد الركض في زورايا اروقة ايامه لا يبالي ينام فيحلم بغد هو فيه البطل ليحيا

    ردحذف
    الردود
    1. لنشرع لنا ديناً فنحرم وأد أطفالنا، فيحدث الزلزال و يكبر الإعصار ويفيض زمزم ولنحلم بأننا الأبطال دائمًا.

      حذف