ملؤها
بأصبغة المداخن ، أصبحنا نجمع الهواء في كيس فارغ ثم ننقحه حتى نستنشقه .
تقوست
ظهورنا من العمل في وظائف قذرة ، نخبز برماد قد اختلط به دقيق ، نكرهه عندما نعود
لنشتريه ولا لنا حيلة غير أكله في غرف مظلمة . ونمسح الطرق بمياه عكره ، هي المياه
ذاتها التي نغسل بها رقعنا ونستحم بها من أثر الرماد . ونبني البيوت من الوحل ،
وكل ذلك بثمن بخس ، تكلفة وأجرة . لم نرى الشمس منذ زمن ، وتشكل لنا الدخان
على هيئة سحب ، وأمطرت لنا ماء أسود ، أنبت في زاويا المدينة شجراً تعفنت ثماره
قبل أن يزهر .
أصبنا بقلة السمع والبصر ، وبحموضة في الحناجر ، وأٌوقد في شعبنا الهوائية جمراً حتى تخرقت . يسعل صغيرنا قبل كبيرنا ، والطبيب لدينا لا يجد من يعالجه ، وفي كل يوم نجمع في زاوية في آخر المدينة بقايا من صعدت أرواحهم ، ولا ندري من سيرمى جثة خاوية في تلك الزاوية غداً .
ولا ندري
ماهي النهاية ، ولا كيف وصل الحال بنا إلى هنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق