عشت
في بيت صغير دافئ منذ الصغر ، علقت أحلامي وأمنياتي الصغيرة على جدرانه , تنفست
رائحة طلاءه وكبرت متعايشة على طوبه ، كان لي الأمن والأمان ، بالنسبة لي كان ذلك
البيت هو حياتي بأكملها .ازددت طولاً فاتسع البيت من جميع الجوانب .
خلقت
لي من الزوايا أصدقاء ، أحاكيها و أستند إليها ، أرمي همومي بداخلها ، وأجعلها
المخبأ الوحيد لدموعي وأسراري . تمدني بالقوة ان فقدتها ، تمنحني الحنان إن أضعته
، ترسم لي طرق النجاح باستمرار . أحببت تلك الزوايا كثيراً وقسمت روحي بيتها
بالتساوي .
كانت
صوتي عند الحاجة ، ومعازفي عند الغناء ، كانت بحة صوتي حينما أبكي، وساعدي حين
العمل ، وقدماي في وقت القفز نحو المستقبل .
فماذا
لو أن إحدى هذه الزوايا خانتني ، و كتمت صوتها ، أو لم تقلم أظافرها ، أو أنها
أجبرتني على السقوط وقت القفز . ماذا لو أنها كانت سبب حاجتي ، أو أنها قوست فمي
نحو الأسفل .
ما
ردة الفعل المناسبة لقطيعة الواصلين ، أو جرح من الطيبين ، أو خدش ثقة القريبين ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق