لمَ دائماً نحاول البحث عن أشخاص يشابهون أحد قد أحببناه ؟! هل نحن متيقنين أننا سنعطيهم ذات المحبة التي كنا قد وهبناها سابقاً ؟ أم سنرمي بهم في ممرات الحياة بعد أن ندرك أن ما كنا نبحث عنه في الحقيقة لم يتواجد فيهم رغم لطفاتهم ؟ أم أن العكس أصابنا بالرعب من كره الذين سبقوهم بالإحسان ؟
وهذا
الذي حدث لي معك يا سيدتي ، حينما اخترتك من بين الجميع لأنك شابهتي السابقة في
تقاسيم وجهها ، ظلمتك ! أعلم ذلك ، وأعلم أني بذلك ظلمت نفسي وقتلتها بعدد المرات
التي أدمعت عينيك فيها . وأرجو الله أن لا أكون قد قتلت نفسي كثيراً .
لا
أدري كيف تملكتني الجرأة لأتكلم و أبوح بما يجول في خاطري من ندم وأسف ، ربما
أردتك أن أعود لمكانتي السابقة لديك ، أو لأنني تذكرتك حضنك الدافئ حينما لممتني
إليك باكية ، متسائلة عما يجري للحبال التي بيننا ، وما سبب اهترائها . أتعلمين في
ذلك اليوم ، كرهت نفسي حتى وددت لو أن أقدمها لك سبية المشاعر التي كانت بيننا ،
أحسست بأني قد جمعت غباء الدنيا بأكمله ورسمته في داخل علاقتنا . صددت عنك لأسباب
لا أعلم ماهيتها حتى الآن . لا أدري أي شيء قد قلب كياني في عشية وضحاها ، كرهت ما
تقولين وما تفعلين ، كانت هي ذاتها الأشياء التي كانت تملئني ضحكاً . لا أعلم لمَ من
طلاك بالأسود بعد أن لونتي حياتي بالأبيض . وليس لدي أي عذر لذلك القناع الشاحب
الذي كنت أرتديه في كل مرة ألقاك فيها .
ليت
أنني استطعت أن أنزع شعورك حينها . أو أنزع ذاكرتي وأعود لأعرفك من جديد وأحبك
جديد أكثر بكثير . ليت أنك تغفرين لي خطايي التي لا تغفر ، وتمسحي على جبين من لا
يعلم شيء ، وتنزعين مني برودة مشاعرك بوشاح طيبتك الذي أعرف .
قال
لي رجل حكيم ذات مره " إذا نسي المحبين أخطاء بعضهم البعض ، فذلك هو الغلو الغفراني
" فهل استطيع أن أطلب منك ذلك ؟ أم
أنك معتدلة في مشاعرك ؟
فاصلة نقية ،
أحببتك ، ولا زلت .