أنا
لا أجيد السباحة ..
أتخبط
بين أمواج الحياة صارخة محاولة أن أتمسك بيد العون التي تمد إلي ، أحاول الغناء
حتى تهدأ تلك الأمواج ، بالرغم من أنني لا أجيد الغناء ولا أملك صوتاً جميلاً ،
ولا أحفظ من الأغاني الكثير ، ودائماً ما أجد نفسي في وسط البحر عاجزة عن الوصول
إلى اليابسة ، وكل ذلك بسبب أنني ركبت قارباً صغيراً جداً تافهاً أوصلني إلى هناك
.
أنا
لست حزينة ، ولا أحب الحزن ، ولا أقترب من الحزينين أبداً ، أنا مجرد شجرة قصت
أغصانها اليابسة ، وراحت تسقي نفسها من جديد بأسى ، أعلم بأن في داخلي ثماراً
تنتظر شمساً لتزهر وتنبت وتينع ، أعلم بأنني شجرة جذورها عميقة ، أصلها طيب وفرعها في السماء ، تحتاج إلى الوقت
فقط .
أعترف
، بأنني لا أجيد الصبر والانتظار ، وأعلم بأن في داخلي ناراً ، وأطراف أصابعي
دافئة في كل فصول السنة ، وبأنني أثور في ثانية ، وأهدأ في أخرى ، لا أجيد الوقوف
في وجه عاصفة الذكريات وأسقط سريعاً ، أحمل فوق رأسي جرساً يدق دائماً ، أنا قرية
ريفية ، داخل مدينة صخبة ، يحفها ضجيجها
ولكن لا يعكر صفو سكاني .
بالرغم
من أنني لا أجيد السباحة ، إلا أنني أجيد الركض جيداً في مضامير الحياة ، أواكب
الزمن وأجري لاحقة بمستقبلي ، أرسم على جدران الزمان رسوماً ستذكر من سيأتي بعدي ،
خرائط وقصائد ، أسهم وإشارات . ألون الحياة ولا أحبها داكنة أو مفرغة ، وأحمل
ألواناً كثيرة ، بعض منه صنعته ، والبعض الآخر استعرته ، أدور مع الكرة الأرضية
ولا أنكر ولا استنكر ، في داخلي طفلة صغيرة ، لا زالت تستلقي فوق العشب الرطب ،
باحثة عن رسوم السحب ، تضحك لصغائر الأشياء ، وتبكي لذلك أيضاً . تجيد الرقص بخفة
على موسيقى الحياة . أنا عقل امرأه ، وقلب صبيه .
أنا
الفتاة – ربما الوحيدة – التي تبدأ كتاباتها لشيء وتنهيه لشيء آخر .