حينما
يتحدث قلبي هامساً ، أحاول أن أنكب على وجهي متجاهلة ما يقول . أجعل أذني
تتجاهلانه تماماً . لا أريد المزيد من تفاهات الأمور التي يرميها علي دائماً بفهمه
الخاطئ ، أو بعاطفيته الساذجة . أصبحت أتعلم لغات أخرى ، وأتعلم المزيد من الكلمات
الجديدة ، محاولة أن أزاحم لغة القلب .
بضع
تجارب فاشلة أجبرتني على أن أكون أقوى ، أسلب من الهواء الخارجي بضع مساندات هشة ،
أحاول التظاهر بعكس ما تظهره رجفة يدي ، أحاول خلق صدى حتى تختلط الحقيقة بالكذب ,
فأصبح وقتها لا أعرف أي الحقيقتين أصدق ، أو أي الكذبتين أتجاهل .!
لا
أنكر أني بهذه الطريقة قد جنيت ثماراً يانعة ، واستطعت بها أن أثقل من وزن مطرقتي
قبل أن أحكم . لكنني أيضاً لا أنكر أن القلب يصدق أحياناً .
حينما
تعلق الأمر بشخص قريب ، كل تلك الطقوس التي كنت أحاول استخدامها مع قلبي فشلت ،
حاولت أن أتجاهل ، أصرخ ، أضع أصابعي في إذني ، أحاول سلب الدنيا قوتها ، أحاول
سلب يدي من رجفتها ، بلا جدوى ، أصبح القلب مسيطراً ، والعيون عبيد .
سابقاً
– وأتمنى أن يظل سابقاً- كنت أقنع نفسي بأن القلب قد خلقه الله حتى ينضم مسيرة
حياة فقط ، يضخ دم وأكسجين والمزيد المزيد من ثرثرة كتاب الأحياء ، لا علاقة له
بالحب والصداقة والمشاعر الدافئة ، أحاول أن أصور لنفسي أن القلب لا يصدأ ، ولا
يتآكل ، ولا يصبح فارغاً ولا مملوء بشيء ، لا يستطيع أن ينبئ ، ولا يستطيع أن يأمر
وينهى , ليس له سلطة . و بموقف واحد ، انهار سد النظريات والمسلمات التي كنت أحاول
أن أثبتها لنفسي ، لأبرر بها كذبي لاحقاً .
سلب
مني النوم والعقل والراحة وقتها ، رجعت ضعيفة من جديد ، ليت أني ظللت على حالي
الساذج السابق ولم أتغير ..!
لأن
قلبي صدق هذه المرة ..