الاثنين، 26 ديسمبر 2011

وأنآ بأيام الصحو مآ حدآ نطرني ..!






















لمَ يخبئ االعآشقون حآجيتهم تحت أسرة الحنين ..!
يتوسدون وسائدها ، ويحاولون أن يسرقوا من جفون النوم غفوة هانئة ..
يبعثرون كوابيس الفقدان المتكررة ، يبحثون بين طياتهم عن أمل ، حلم ، أو حتى مجرد أمنية ..!
لينتهي بهم اليوم بين حالتين ..
إما قلة نوم تسببت برسم دوائر سوداء حول أعينهم ، أو أن جاثوم الفقدان يكتم على صدورهم ، والمشكلة أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف أقراص عشق منومة 
ولآ تعويذة هيام تحمي من قبضات ذلك الجاثوم ..!


لمَ يتعمدون أن يمشوآ حفاة حتى يتركوا علامات أرجلهم على طريق الشوق اللآمتناهي ..!
يمشون بخطى متعثرة ، تجرحهم تلك الأحجار المرمية المبعثرة بشكل عشوائي في ذلك الطريق ..
يقفون في محطة إنتظار مهجورة ، كتب عليها ذكريات عشاق أغبياء قد مروا من هنا .
وليس هنالك أي موضوع محدد لتلك الذكريات 
فتارة تجد أن أحدهم قد كتب وصفة حمقاء لمعالجة الجروح والتشققات في قدمه التي تعرض لها بسبب تلك الأحجار 
أو ربما أحدهم يكتب حجم محبته لأحدهم ، والآخر يبكي لشوقه ، والرابع كان واضحاً أنه يسابق الأيام والليالي من أجل أحدهم
جميعهم كان يتعرضون للجروح بسبب أحدهم ، و وقفوا في تلك المحطة لأن أحدهم كان ينتظرهم في نهاية الطريق 
اختلفوا في لون القلم ، وغباء الموضوع ، ولكن اتفقوا في أنهم يلهثون ويتعبون ويشقون من أجل أحدهم ..!
وحتى الآن لم يجدوا نهاية ذلك الطريق ، ولم يكن هنالك أحدهم ..


يزرعون حقول قلوبهم بذوراً موسمية ، ويسقونها كل يوم مع أشراقة شمس حب جديده ..!
متنآسين أن يغرسوآ وسط تلك الحقول ، دمية حمقآء تبعد كل تلك الغربآن عن أكل هذه الثمآر ..
ويجعلون للسآئل والمحروم حق من نهب تلك الأخيرة .. 
حتى تصبح تلك الحقول أرض غير ذي زرع ..
جآفة مصفرة ، يتعآيشون معهآ ما تبقى من حيآتهم ..
تخيط لهم ديدان القز من الأوراق الخريفية أقمشة حريرية ممزقة ، ويصنعون لهم من عناقيد العنب شراب خمرياً يسكر الشاربين ..
فلآ يقربون الحياة وهم سكارى ، ويضلون في سكراتهم يعمهون ..


لا أدري يكف أنهي حديثي هذا ، ولا أدري إن كان هذه القصص تملك نهايات أم لا ..
لأن العشاق يعيشون في حياة قابلة للتكرير ، ويعيدون سرد قصصهم بأبطال مختلفين كل مرة ..
والمشكلة أنهم يلاقون نفس المشاكل ، ولا يعرفون حلاً لها .
حياتهم معقده ، ولذيذه 







الجمعة، 23 ديسمبر 2011

وقت ..!




















بعد 364 يوم من رحيلك .. 






لم أستطع إكمآل السنة صآمتة وخآرت قوآي في اليوم ما قبل الأخير ..
أحسست بأني البارحة فقط كنت أجلس معك ، وأسمع صوتك ، وأرقد على صدرك ..
بدآ لي أن صوتك لايزال معلقاً على أذني ، وأن تلك العيون الصغيرة تلاحقني أينما أذهب ..
أتذكر ذلك العشق الذي كنت أكنه لك ، كان قبل ذلك كبيراً جداً ، بحجم كل شيء ..
بحجم السماء والأرض معاً ..
بعد أن رحلت اختفى كل شيء ، وانطبقت السماء على الأرض ، حتى دمرت كل واحدة منهما الأخرى ..
وأصبح ذلك العشق مجرد هباء منثور على أرصفة النسيان ..
لكن اليوم ، تحركت ذرة عشق بدائية جديدة نحوك ، وسببت آنفجاراً عظيماً أحدث كون جديد ..
كون سكنته أنت ، وعمرته أنت ، وملكته أنت في يوم واحد ..
***
وتذكر تلك النافذة التي كنّا نقف عندها مطولاً في أيام الشتاء الباردة ..
بعد أن هجرتني أقفلتها ، ووضعت خزانة ملابسي عليها حتى أحجب أشعة الشمس التي تنفذ منها كل صباح ..
لكنني في كل ليلة كنت اسمع نقراً حزناً على زجاج تلك النافذة .. كان يتناغم مع دقات قلبي بشكل جميل ..
ويجعلني أشتهي أن أفتح تلك النافذة وأسرق منها بقايا أنفاسك ..!
لكنني قاومت تلك الرغبة ، حتى انقطع ذلك النقير ..
اليوم أزحت خزانتي حتى تدمت أطراف أصابعي وخارت قواي .
وفتحت النافذة ، فعانق وجهي هواء قديم هائم مشتاق ، يصدر صوت صرير يخترق أذني 
يشعرني بالفرآغ الذي يتواجد جانبي في هذه اللحظة والذي خلفته أنت .
وجدت في تلك النافذة بقايا ريش طير ملون ، أفقدته الأغبرة جماله ، وبعض البيوض المصفره .
ربما في ذلك الوقت كان ذلك النقر مجرد استنجاد ، وأنت بأنانيتك جعلتني أقتل ذلك الطير ، وأيتم هذه البيوض ..
***
أتذكر تلك الصورة المفككة التي حاولنا تركيب قطعها معاً .
كانت الأطراف قد تكاملت قطعها مع بعضها البعض ، وأخبرتني أنك ستعود في اليوم التالي لنكمل لب الصوره 
وجآء اليوم التالي والذي يليه والذي يليه وأنت لم تعد .
وظلت تلك اللعبة مهملة في أطراف الغرفة غير مكتمله تنتظر رجوعك ..
اليوم ، نزعت كل القطع التي كنت قد حللناها سوية ووضعتها مع صويحباتها 
وتركتها كما جهزناها لنلعب بها أول مرة .
***
لمَ لا أريد أن يكمل غيابك عني السنة الأولى من عمره ؟!
ما الذي جعلني أفزع النائمين ، وأدآوي المجروحين ، وأجعل للميتين بعثاً ؟؟!
أ لأنني أعلم أن كل تلك الأيام الماضية كنت أملك فيها ذكريات جميلة معك إلآ يوم الغد ؟ 









السبت، 3 ديسمبر 2011

هي [ مآ بعد النهآية ]











بعد أن غآدرنآ القآعة 














(4)






جلست على حآفة كرسي في الغرفة بتوتر ، بعدمآ وقف ذلك الطويل بعيداً عني يرآقب بخلسة .
كنت أشعر وكأنمآ آحدهم قد سرق الأكسجين من الغرفة ، أو أنني مرمية في دهآليز ضيقة لآ أصل لهآ ولآ نهآية ..
كنت أشعر بفرح قد أطبقت آصآبع الخوف على رقبته حتى آختنق .
أعلم آنني فريدة من نوعي في عينيه ، وأنه يرى الدنيآ أنآ ، ولآ أنكر آنني بدأت بتربية ريش ملونٍ لي ..
لكن نفسي المسلوبة ، المغلوبة آبت إلآ أن تجعل التوتر رفيقاً لهآ في وحدتهآ .
وكأنهآ تزيد الحطب نآراً ..
منذ آن دلفنآ الغرفة والشيء الوحيد الذي تعلق به نظري هي أصآبعي ، التي ربمآ هذه المرة الأولى التي أعرف فيهآ آنني أملك أصآبعاً في يدي .
آحآول تشتيت عقلي بعيداً عن ذلك الكآئن الذي يقف في آخر الغرفة محدقاً بي ..
كنت آشعر آن حرآرة الغرفة تزدآد شيئاً فشيء بعد كل تنهيدة يطلقهآ ، وكأنه مجرد تنين من عآلم بعيد ..
بالفعل أذآبني ..
حآولت آختلآس النظر نحوه حتى أتأكد من فك الأسر الذي آستوجبه علي .
وإذآ به قد زآد جنود عينيه ، والمشكلة أنهم جنود سآحرة .. تجعلني آفقد وعيي لثوآن ..
وتحقن وجهي بالدمآء الحآرقة ، 
لذآ فضلت أن أبعد هذه النظرة الخفية حتى لآ أصآب بدوآر عينيه .
حآولت آن آسبقه بسحب آكسجين بعدمآ سمعته يحآول مسآبقتي ..
ولكن حركة قدميه طردت جزئيآت الهوآء عني  ..
ولربمآ آشلتني ..
بدأ يقترب بشكل سريع ، وبلمحة آصبح يقف أمآمي .. 
زآد تنفسي ، وآنحنى رأسي نحو صدري خجلاً ..
تحرك مرة أخرى ، فتحرك قلبي ، حتى خيل لي أنه يسمعه .
بعد تردد وآضح قرر الجلوس إلى جآنبي ، ومد يده المرتجفة ، التي زآد رجفتي رجفاً ..
رفع رأسي نحوه ، والتقت عيني بعينه ..
لأجدني قد كبلت بالحديد مرة آخرى آسيرة لتلك العينين ..
آبتسم وآبتسمت معه جوآرحي ، وأرتخت عضلآتي ، وزدآد الخفقآن ..
آقترب ، وآقترب ، وبدأت ذكريآت ليلة الفستآن الأسود بالعودة سريعاً إلى مخيلتي ..
لكنه آعطآني ذكرى جديدة ، ذكرى مختلفة لن ينسآهآ جبيني ..
قبلة خفيفة نآعمة تمنيت وقتهآ آنه تهور ولم يطبعهآ على ذلك الجبين المغرور ..
وأعآد كرة تلك الليلة .. 
ليزيد وجنتي غروراً فوق غرورهآ 










همآ ..
مجرد دمى مستوردة من مخيلتي ..!

إلى : صديقه .. !








أتعلمين ، لو كنت في المآضي آستطيع رؤية مستقبلي من خلآل منظآر خآص 
لكذبت ذلك الأخير ..
لم تكوني في ذلك الوقت تمتين إلى قلبي بأي صلة .. لم أكن أعرفك ، وآعتقد آنني لم آكن مهتمة بذلك ..
سنوآت مرت ، كآنت طويلة ، من بعدهآ ..
آكتشفت آننآ أنآ وآنتي مجرد آقطآب شمآليه وجنوبية ..
تجآذبت بعضهآ البعض شيئاً فشيئاًَ ، حتى آنني فكرت في بعض المرآت آن آصدر كتآب عن فيزيآء خآصة بنآ ..!
أصحبنآ مجرد خليط اصدقآء متجآنس .. ربمآ آكآد آقسم آنه لم يمر ولن يمر على تآريخ البشرية الصدآقي ..
أتعلمين يآ صديقة ..
حتى وآن كنت بعيدة عني آحس بأن أحد آضلعي قد كسر ، وآن حيآتي آصبحت كالمآء 
لآ لون ولآ طعم ولآ رآئحة ..
صبآحآتي فقدت لونهآ ، وتلك الزوآيآ التي كنت نجلس فيهآ لدقآئق آنحنت مستسلمة للموت ..
كل شيء آصبح بآهتاً ، حتى تلك الحكآيآ الصغيرة التي أرويهآ للنآس عبثاً .. 
أحلآمي المجنونة التي كنت آصم آذنيك بهآ فقدت جنونهآ ، وربمآ تكون قد وأدت نفسهآ ..
صديقتي ، تلك المقولة التي يرددهآ النآس بأن من بَعُد عن العين أصبح بعيداً عنه القلب .
لآ تنطبق علينآ ، أعلم آنك تخبئين لي في سجآدتك بعض الأدعية المخفية ..
وأعلم آنك تهتمين لحآلي حتى وآن لم آتكلم ..
وآعلم آنك ( ريم ) التي لن تتكرر ..
ذلك يكفي لأن يكون دليل آن ذلك لآ ينطبق علينآ .. 

الجمعة، 2 ديسمبر 2011

هو [ مآ بعد النهآية ]









بعد أن غآدرنآ القآعة 












(3)


كآنت تجلس بتوتر وآضح على حآفة الكرسي في آخر الغرفة ، متجآهلة أو تحآول أن تتجآهل نظرآتي العميقة نحوهآ ..
منذ آن دخلنآ هنآ وآنآ لآ آستطيع أن أرفع عيني عنهآ .. كيف لآ وأنآ منذ حآدثة القبلة أشعر وكأنني قد سآفرت إلى عآلم بعيد 
لآيعرفه سوآهآ ، ولآ يسكنه سوآهآ ، ولآ يحييه سوآهآ ..
كنت منذ تلك اللحظة آعيش في سبآت هآئم ، في مرض حب مزمن لآ أملك أمل شفآء منه ولآ آرغب في ذلك .
حركت يدهآ بعفوية ورفعت كومة خيوط حريرية كآنت تدآعب خدهآ .. ورفعت رأسهآ نآحيتي 
ربمآ كآنت تريد أن تتأكد أمآ زلت أحدق بهآ أم لآ ..
ومن آحمرآر وجنتيهآ ، أدركت أنني لآ أزآل أحدق ..
آستسلمت أخيراً لـ مشآعري ، وتركت قدمآي تقودآنني حيثمآ تشآء .
وأي شيء ستشآءه تلك الأقدآم في تلك اللحظة إلآ الإقترآب منهآ .
بدأت آزحف بخطى خجلة ، وتنفس بطيء ، وضربآت قلب مجنونة .
كنت أرى أن المسآفة بيني وبينهآ مسآفة 70 خريفاً .. كآنت بعيدة بعيدة جداً ..
آستغربت أن تكون كل تلك المسآفة بيننآ ، بالرغم من أنني أرجف كورقة خريفية فزعت من شتآء قآدم .
إذاَ مآ الذي سيحل بي عندمآ أوآزيهآ ؟! عندمآ آكون وآقفاً أمآمهآ ؟! 
آحسست بأن الأكسجين نزع مني نزعاً ، وأن رئتي مجرد كيس فآرغ .
وبدأت أضيع من نفسي تلقائياً ، وآشعر بأنني سأجدني حتماً بين عينيهآ ..
وعندمآ وقفت أمآمهآ - وأمآمهآ هذآ يجعلني آنسى نفسي وأبدأ بالهذيآن والحديث بشيء لآ أفقهه -
جلست الى جآنبهآ ، ومددت يدي البآردة نحو ذقنهآ ورفعته نحوي 
فكهآ كآن يرتجف ولكن للإمآنة وعدم الكذب . لم آكن آعلم وقتهآ من مصدر هذا الإرتجآف 
أنآ أم هي ؟!
أخيراً تنفست وآمتلئت رئتي بهوآء منسوج من عطرهآ ، وعآدت إلي نفسي الضآئعة ..
آبتسمت بعفوية ، وفي تلك اللحظة رغبت في أن أعيد ذلك المشهد وأقبل وجنتهآ مرة آخرى ..
لكنني سيطرت على تلك النفس المجنونة التي تسكنني .. وآكتفيت 
بقبلة على جبينهآ ..
لست متهوراً ..!